هل تصحو من النوم فوراً بعد قرع جرس المنبه؟.. دراسة جديدة تفجر مفاجأة!
يلجأ أغلب الناس إلى استخدام ساعة المنبه الموجودة في الهاتف النقال من أجل ضمان الاستيقاظ في الوقت المناسب صباحاً، لكن الكثيرين لا يستيقطون على الفور وإنما يغفون لعشر دقائق إضافية بعد قرع الجرس لأول مرة، وأحياناً ما يغفون لعشر دقائق ثانية أو ثالثة أيضاً، لكن السؤال المهم هو.. هل هذه الدقائق الإضافية من النوم والتي يشعر الإنسان أنه يسترقها من صباح يومه مفيدة أم ضارة للجسم؟
وخلصت دراسة حديثة إلى أن الضغط على زر “الغفوة” للحصول على خمس أو عشر دقائق إضافية من النوم قد يكون مفيداً بالفعل بالنسبة للشخص، وذلك خلافاً لما يعتقده كثير من الناس الذين يرون في هذا الأمر عادة سيئة ودليلاً على الكسل أو الخمول.
وبحسب تقرير نشرته مجلة “ساينتفيك أميركان”، واطلعت عليه “العربية.نت”، فقد وجدت دراسة جديدة نشرت في مجلة أبحاث النوم أن الأشخاص الذين يضغطون بانتظام على زر الغفوة يفقدون حوالي ست دقائق فقط من النوم كل ليلة، وأن ذلك لم يؤثر على النعاس أو المزاج في الصباح، بل أظهرت الاختبارات أنه يحسن الإدراك بالفعل.
ويأتي هذا البحث ليؤيد الأبحاث التي أجريت في عام 2022، والتي وجدت أيضاً أن الأشخاص الذين يغفون بشكل مزمن لا يشعرون عموماً بالنعاس مقارنة بمن لا يغفون.
وتقول تينا ساندلين، المؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة، والباحثة في مجال النوم في “جامعة ستوكهولم”: “إن الغفوة لفترة محدودة في الصباح ربما لا تكون سيئة بالنسبة لك”. وتشير إلى أن دراستها هي واحدة من الدراسات القليلة التي اختبرت بشكل مباشر تأثير الغفوة على صحة النوم، وتقدم أدلة على أن الغفوة لا تقطع النوم بطريقة ضارة.
وتضيف ساندلين أن الغفوة تقصر فترة النوم، لكنها تؤكد أن الأمر ليس سيئاً كما اعتقد العلماء في السابق. وأشارت الأبحاث السابقة إلى أن الدقائق الإضافية التي يحصل عليها الأشخاص الذين يغفون لا تساعدهم حقاً على الشعور بمزيد من الراحة، ويُعتقد أن الاستيقاظ المتكرر ومحاولة النوم مرة أخرى يمنع المراحل التصالحية من النوم، بما في ذلك حركة العين السريعة، فيما أشارت أبحاث أخرى إلى أن إيقاظ شخص ما في منتصف دورة نومه يجعله يشعر بالنعاس طوال اليوم.
وفي الدراسة الجديدة، وجدت ساندلين أن تأجيل المنبه لمدة نصف ساعة يفيد الأشخاص الذين يؤجلون المنبه مرتين أو أكثر في الأسبوع، وغالباً ما يعودون إلى النوم بين المنبهات.
وتشير أبحاث ساندلين أيضاً إلى أن الغفوة قد تساعد الأشخاص على التخلص من النعاس الصباحي عن طريق تسهيل الانتقال من النوم العميق إلى مرحلة أخف. وعادة ما تتضمن الراحة الجيدة أثناء الليل أربع إلى خمس دورات نوم، تتكون كل منها من أربع مراحل. ويحدث النوم الخفيف في المرحلتين الأوليين من حركة العين غير السريعة، حيث يحدث هذا عندما تبدأ العضلات في الاسترخاء، ويتباطأ نشاط الدماغ، إلى جانب التنفس ومعدل ضربات القلب، ولكن لا يزال من الممكن إيقاظ الشخص بسهولة. ومع مرور الليل، يصل الناس تدريجياً إلى مراحل أعمق، ويصبح من الصعب الاستيقاظ خلال المرحلة الثالثة والأخيرة من حركة العين غير السريعة والمرحلة الأولى من حركة العين السريعة. وعلى سبيل المثال، قد يكون الشخص الذي يتلقى مكالمة هاتفية خلال هذه المراحل أقل عرضة لسماعها أو تذكر الرد عليها.
وتظهر نتائج ساندلين أن النوم الخفيف الإضافي قد يساعد أيضاً في الإدراك، حيث حتى مع تجزؤ نصف الساعة الأخيرة من نومهم، لم يشعر الغافلون بالتعب أثناء النهار. وكانوا أيضاً يقظين بدرجة كافية لأداء جيد في الاختبارات المعرفية لسرعة المعالجة والذاكرة العرضية والأداء التنفيذي، بالإضافة إلى العمليات الحسابية البسيطة. وأظهر الاختبار المعرفي الثاني أن هذه الفوائد استمرت لمدة 40 دقيقة على الأقل بعد الاستيقاظ.
ووجدت ساندلين أن الغفوة تمنع دماغ الناس من العودة بسرعة إلى مراحل النوم الأعمق. كما أظهر الذين يغفون صباحاً مستويات أعلى من الكورتيزول، وهو هرمون يساهم في اليقظة، مقارنة بالأشخاص الذين ناموا دون انقطاع طوال الليل. وتقول ساندلين: “من الممكن أن تكون استجابة إيقاظ الكورتيزول قد بدأت في وقت مبكر قليلاً (عند الغفوات)، وقد يكون هذا قد ساعد الدماغ على إنهاء هذه المهام”.
ولا تزال العلاقة بين الغفوة والإدراك بحاجة إلى مزيد من البحث، كما تقول عالمة النوم كاسي هيلديتش من جامعة ولاية سان خوسيه، والتي لم تشارك في الدراسة الأخيرة. كما تشير إلى أن هناك أبحاثاً أخرى تشير إلى تأثير معاكس: تحسن في اليقظة لدى الأشخاص الذين لا يغفون، وأداء إدراكي أسوأ لدى الأشخاص الذين يغفون.