مبادرة قطريّة: اختاروا واحداً من هذه الأسماء… واربحوا رئيساً
كتب داني حداد في موقع mtv:
ينتظر لبنان زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان. لا يعوّل المعنيّون بالملف الرئاسي بشكلٍ مباشر على هذه الزيارة. تتحدّث مصادر عن أنّ المبادرة الفرنسيّة باتت في حكم المنتهية، لأكثر من سبب. العين، رئاسيّاً، يجب أن تكون على قطر.
تتحرّك قطر بشكلٍ مباشر ولكن بعيدٍ عن الإعلام. تزور شخصيّتان قطريّتان بيروت باستمرار، وتعقد لقاءات تشمل الجميع، وخصوصاً حزب الله. يطمح الجانب القطري لحوارٍ مباشر مع الحزب، لعلمه أنّه الأكثر تأثيراً في الملف الرئاسي. عُرِضَ أن يكون الحوار الثنائي في الدوحة، ولكنّ قيادة حزب الله فضّلت أن يكون في بيروت، كي لا تُحمَّل الزيارة تفسيرات في غير مكانها.
تبدو قطر عمليّة أكثر من غيرها في طرحها. هي تجاوزت الحديث عن مواصفات، ودخلت في الجَدّ، أي الأسماء. وعلم موقع mtv، في هذا الإطار، أنّ الجانب القطري يطرح أربعة أسماء للاختيار بينها، تحت قبّة البرلمان، وليربح من هو قادر على حصد عدد الأصوات المطلوب لكي يصبح رئيساً للجمهوريّة اللبنانيّة، أو ما تبقّى منها.
تضمّ اللائحة شخصيّتين سياسيّتين، من القضاء نفسه، وشخصيّتين عسكريّتين. يصطدم الاسمان العسكريّان بعائقٍ هو تعديل الدستور الذي يحتاج الى ثلثين. كما أنّ أحدهما يلقى، حتى الآن، معارضة من كتلٍ أساسيّة، ويحتاج وصوله الى ضغطٍ خارجيّ لم نلمح مؤشراته بعد. قد يكون أوّل الغيث صورة انتشرت مساء أمس.
في حين أنّ الشخصيّتين السياسيّتين تفتقدان، حتى الآن، للإجماع المسيحي، لكنّ تأمينه ليس مستحيلاً.
وتتحدّث المعلومات عن أنّ التواصل بين قطر والنائب جبران باسيل شمل كلاماً مباشراً عن قائد الجيش العماد جوزيف عون، وقد وضع باسيل شروطاً تعجيزيّة للقبول به. وليس مجهولاً أنّ قطر تدعم وصول عون الى قصر بعبدا، وهو يتصدّر اللائحة التي تسوّقها، علماً أنّ صندوق قطر للتنمية أعلن أمس الأربعاء عن اتفاقٍ جديدٍ لتزويد الجيش اللبناني بالوقود، لمدة 6 أشهر بقيمة 30 مليون دولار.
لكنّ المساعي القطريّة، وانطلاقاً من اطلاعٍ وافٍ على مواقف الكتل النيابيّة وأحجامها، لم تعد محصورة باسمٍ واحد، وذلك سعياً لبلوغ تسوية قبل نهاية العام الجاري، تجنّباً لمزيدٍ من تفاقم الأزمة، وقبل انتهاء ولاية قائد الجيش الذي لم تُحسَم خلافته بعد، وإن كان اسم اللواء بيار صعب يتصدّر بصفته الضابط الأعلى رتبةً. وقد بات اسم صعب يحظى بتأييدٍ من أكثر جهة فاعلة.
يبدو واضحاً أنّ حركة المساعي القطريّة مستمرّة بمعزل عن الدور الفرنسي، المتعثّر حتى الآن. إلا أنّ ظهورها الى العلن أكثر وتفعيلها ربما يحصل بعد زيارة لو دريان الى لبنان. وإذا كان الخريف اللبناني سيكون حامياً رئاسيّاً، فإنّ الواقعيّة تستوجب منّا توقّع أن يمرّ الخريف وبعده الشتاء بلا رئيس. اللهم إلا إن سمعنا شعار “شكراً قطر”…