رواتب خياليّة لهذه الاختصاصات… تَعرَّفوا عليها
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
توقَّعت دراسة حديثة أن يستبدل الذكاء الاصطناعي 2.4 مليون وظيفة في الولايات المتّحدة بحلول العام 2030. رقمٌ صادمٌ بالفعل ويُبرِّر خوف البعض من التطوّر الهائل للذكاء الاصطناعي الذي بات يُهدّد كلّ مفاصل حياتنا. ولكن ماذا لو تصالحنا مع فكرة تعايشنا مع هذا “المارد التكنولوجيّ”؟ وكيف يُمكن أن نستبق خطر خسارة وظائفنا؟
يؤكّد الخبير في التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي فريد خليل أنّ “الذّكاء الاصطناعي لم يُلغِ اختصاصات ولن يستبدلها ولكنّه “حَجَّم” بعضها”، مُعتبراً، في حديث مع موقع mtv أنّ “أهم نصيحة للحفاظ على وظائفنا هي الخضوع لتدريب دائم لمواكبة التطوّر في مختلف الاختصاصات لأنّ الذكاء الاصطناعي بات جزءاً من كلّ شيء، وأثبتت السنوات والتّجارب أنّ من رفض مواكبة التطوّر تراجع في عمله، والبعض خسر وظيفته بالفعل”.
ولكن ما هي الاختصاصات الأكثر طلباً ومردوداً؟ يُجيب خليل: “يزيد الطّلب بشكلٍ كبير على مُختلف الاختصاصات في القطاع التكنولوجي والرّقمي ومجال الذكاء الاصطناعي، والمميّز في هذه الاختصاصات أنّها غير محدودة جغرافيّاً، إذ يُمكن للشخص ممارسة عمله من أيّ مكان في العالم، والأهم أنّ مبالغ خيالية تُدفع مقابل الوظائف في مجالاتها”، مفنِّداً هذه الاختصاصات: “علوم الكمبيوتر أو ما يُعرف بـ Computer Science أو دراسة البرمجيّات على الكمبيوتر، وهذا الاختصاص ليس جديداً ولكنّه أساسيّ في قطاع التكنولوجيا ويخضع للتحديث الدّائم، واختصاص آخر هو تصميم وتطوير التطبيقات أو الـApp Development & Design، والطلب كبير عليه في مختلف القطاعات خصوصاً وأنّ كلّ شيء بات يخضع لـAutomation أو العمل التلقائي”، أمّا اختصاص الـGaming أو الألعاب الالكترونيّة، فهو مطلوبٌ بكثرة حول العالم، وتُدفع أرقامٌ خياليّة للعاملين في هذا المجال، وعلى سبيل المثال، فإنّ شركة “آبل” حدَّثت السرعة والتقنيّات المرئيّة في آخر إصداراتها من هواتف “آيفون” لتواكب تطوّر الألعاب”.
ويُضيف خليل: “Cyber Security هو اختصاصٌ قائم بذاته والهدف منه صدّ مُختلف الهجمات الالكترونية في الشركات ولدى المنظمات الحكوميّة حول العالم وعلى نطاق حسّاس نظراً لنوعيّة وأهميّة وخصوصيّة الداتا أو المعلومات التي يتمّ اختراقها، أمّا Large Language Model والـData Analysis فهما اختصاصان أساسيّان ويتكاملان خصوصاً مع فورة الذكاء الاصطناعي، فالـ Large Language Model هي تكنولوجيا أساسية لتطوير الذكاء الاصطناعي مُشابهة الى حدِّ كبير لذكاء الانسان كالـChat GPT مثلاً، أما الـData Analysis أو تحليل البيانات فهو يعني التّدقيق في البيانات لاستخلاص المعلومات الأكثر إفادة منها ويُوصف بأنّه “نفط العالم الجديد”، وأخيراً أنصح باختصاص الـPrompt Engineer أو هندسة الأوامر والهدف منه محاكاة الذكاء الاصطناعي والتّواصل معه بطريقة فعّالة للحصول على نتائج مُحدّدة ومُفيدة”.
وفي سياق مُتّصل، يُشير خليل الى أنّ “عدداً كبيراً من هذه الاختصاصات موجود في جامعات لبنانيّة تولي أهمية كبرى لقطاع التكنولوجيا والتطوّر الكبير، ويُمكن التخصّص في جامعات في الخارج أو تعلّم بعض الاختصاصات ضمن دورات تدريبية “أون لاين” والحصول على شهادات أو رخص لمزاولة العمل”، لافتاً الى أنّه “من الاختصاصات التي هدّدها الذكاء الاصطناعي بشكلٍ كبير التصميم أو الـGraphic Design والصحافة والتّصوير وحتى قطاع الموسيقى”.
في وقتٍ يعيش فيه المراهقون والشباب في لبنان في حالةٍ من الضياع والقلق، هذه لمحةٌ عن “اختصاصات المُستقبل” لأنّ العلم والتطوّر أثبتا أنهما خشبة خلاص الحكومات والأجيال، فهل يستفيد اللبنانيّون من هذه الفرص؟