الذكاء الاصطناعي يصل الى النفايات؟

علوم وتكنولوجيا يوليو 5, 2023

وفقاً للبنك الدولي، أنتج البشر نحو 2.24 مليار طن من النفايات الصلبة في عام 2020. ومن المرجّح أن ترتفع تلك الكمية بنسبة 73 في المئة بحلول عام 2050 لتصل إلى 3.88 مليار طن.

البلاستيك يمثّل مشكلة كبيرة. فمنذ بداية إنتاج تلك المادة على نطاق واسع في خمسينيات القرن الماضي وحتى عام 2015، بلغ حجم النفايات البلاستيكية 8.3 مليار طن، وفق بحث أجرته جامعتا جورجيا وكاليفورنيا.

ميكيلا دروكمان من بين الأشخاص الذين لن تثير تلك الإحصائيات دهشتهم. فأمضت الكثير من الوقت في دراسة الأشياء التي نلقي بها في سلة المهملات، وهي أيضا مؤسسة شركة Greyparrot البريطانية حديثة الإنشاء التي طورت نظام ذكاء اصطناعي مصمماً لتحليل منشآت معالجة النفايات وإعادة تدويرها.

تقول دروكمان: “في يوم واحد، تأتي جبال من النفايات إلى المنشأة الواحدة، وما هو صادم ومدهش هو أن ذلك لا يتوقف. النفايات لا تأخذ عطلة، بل تظل تتدفق تباعا”.

تضع شركة Greyparrot كاميرات فوق الأحزمة المتحركة في نحو 50 موقعاً للنفايات وإعادة التدوير عبر أنحاء أوروبا، إذ تستخدم برنامج ذكاء اصطناعي لتحليل النفايات التي تمر عبر تلك المواقع لحظة مرورها.

لقد أحرزت تقنيات الذكاء الاصطناعي تقدماً مذهلاً خلال العام الماضي، وصارت قدرتها على تحليل الصور دقيقة للغاية. لكن دروكمان تقول إنه لا يزال من الصعب تدريب نظم الذكاء الاصطناعي على التعرف على القمامة.

وتضيف دروكمان: “خذ على سبيل المثال منتجا مثل زجاجة الكولا، بعد أن تلقى في سلة القمامة، ستتعرض للسحق وتصبح قذرة، مما يجعل المشكلة أكثر تعقيدا بكثير من وجهة نظر الذكاء الاصطناعي”.

وتعكف أنظمة الشركة حالياً على تحليل 32 مليار قطعة نفايات سنويا، كما رسمت الشركة خريطة رقمية ضخمة للنفايات. هذه المعلومات من الممكن أن تستخدمها منشآت إعادة التدوير لتصبح أكثر كفاءة، كما يمكن مشاركتها على نطاق أوسع.

تقول دروكمان: “تساعد بيانات الأجهزة الرقابية على أن يكون لديها فهم أفضل لما يحدث للخامات، وأي الخامات تتسبب في إشكاليات، كما أنها أصبحت تؤثر على تصميم الأغلفة والعلب”.

“نحن نتحدث عن التغير المناخي وإدارة النفايات وكأنهما شيئان منفصلان، لكنهما في واقع الأمر مرتبطان كلاهما بالآخر لأن أبرز الأسباب التي تجعلنا نستهلك المزيد من المصادر هو أننا لا نعيد استخدامها”.

“لو كان لدينا قواعد أكثر صرامة من شأنها تغيير طريقة استهلاكنا للمصادر، وكيفية تصميم الأغلفة والعلب، لكان لذلك أثر كبير على سلسلة القيمة وعلى كيفية استخدامنا للمصادر”.

وتأمل في أن تبدأ العلامات التجارية والشركات الكبرى في استخدام البيانات التي تصدرها شركات عدّة لكي تتمكّن من تصميم منتجات يمكن أن يعاد استخدامها.

المصدر : MTV

:شارك الخبر