باسيل من دون “الحزب”: هل يربح أم يخسر الدنيا والآخرة؟

لبنان يوليو 6, 2023

كتب داني حداد في موقع mtv:

أسمع كثيراً هذا السؤال: هل يستعيد جبران باسيل، نتيجة “فسخ الزواج” مع حزب الله، ما خسره التيّار الوطني الحر شعبيّاً في السنوات الأخيرة؟ تستحقّ الإجابة قراءةً موضوعيّة…

يمكن القول إنّ “التيّار” بلغ، في انتخابات العام 2022، أدنى مستوى شعبي له، لأكثر من سبب مثل فشل العهد في تلبية الآمال المعقودة عليه، وشيطنته من قبل مجموعات 17 تشرين، والحملات الإعلاميّة عليه، وصولاً الى تفجير المرفأ الذي ارتدّ سلباً أيضاً على “التيّار”.

على الرغم ممّا سبق، حافظ باسيل، ومن خلفه الرئيس ميشال عون، على كتلةٍ مسيحيّة وازنة لأسبابٍ عدّة يجدر بنا تعدادها:

– قانون الانتخاب الذي يساعد من يتراجع شعبيّاً كي لا يخسر الكثير من المقاعد، وفي المقابل يمنع من يزداد شعبيّةً من كسب مقاعد كثيرة.

– مساعدة حزب الله في رفع الحواصل الانتخابيّة في عددٍ من الدوائر.

– تمكّن قيادة “التيّار” من المحافظة على النواة الصلبة لقاعدته الشعبيّة، ويكفي قراءة أرقام دائرة بيروت الأولى، الأكثر تأثّراً بتفجير المرفأ، لنرى أنّها أتت تقريباً نسخة طبق الأصل عن انتخابات العام 2018.

– استفادة “التيّار” من بعض مكاسب العهد، مثل الخدمات والتوظيفات ودعم بعض الأجهزة الأمنيّة.

– ردّة الفعل على بعض المجموعات المشاركة في تحرّكات ما بعد “١٧ تشرين” التي اتّجهت نحو الغوغائيّة والرفضيّة الشاملة وجنحت نحو اليسار وقامت بأعمال شغب وقطع طرقات.

– استفادة “التيّار” من معركة حقوق المودعين والحملة على حاكم مصرف لبنان والمصارف، وهي معركة تمسّ الغالبيّة الساحقة من اللبنانيّين.

– ولا يمكن أيضاً أن نغفل عن أداء بعض نوّاب “التيّار” الذي كان جيّداً بالمقارنة مع نوّاب آخرين في دوائرهم.

نعود الى سؤال البداية: هل سيستفيد “التيّار” من “فسخ الزواج”، ولا نقول الطلاق، مع حزب الله؟

من المؤكّد أنّ أحد أبرز أسباب تراجع شعبيّة “التيّار” هو التحالف مع “الحزب”، وهو تحالف لم تظهر مكتسباته الوطنيّة كما لم تظهر مفاعيله في معركة الإصلاح التي أعلن “التيّار” أنّه يخوضها. كما أنّ هذا التحالف، حتى مع وجود العماد ميشال عون في قصر بعبدا، لم يحلّ مشاكل يعاني منها مواطنون في لاسا، أو احتلال أراضٍ لمسيحيّين في الرويسات الجديدة، وغيرها الكثير من الملفات ذات الطابع الإشكالي المسيحي – الشيعي.

وإذا كان باسيل سيخسر الداعم الأول في الكثير من الاستحقاقات، فإنّه سيستردّ بعضاً من هويّته السياسيّة المسيحيّة وسيزيل عنه البعض الكثير من شيطنته من قبل جماعاتٍ مسيحيّة صنّفت “التيّاريّين” أهل ذمّة.

لن يعود “التيّار”، بالتأكيد، الى “تسونامي” العام ٢٠٠٥، ولكنّه لن يخسر، حتماً، أكثر ممّا خسره مسيحيّاً في العام ٢٠٢٢. مع الإشارة الى أنّ الانتخابات النيابيّة ليست على الأبواب، وعلاقته مع حزب الله قابلة للترتيب، خصوصاً إذا تراجع “الحزب” عن خيار سليمان فرنجيّة. ويجب ألا ننسى أبداً أنّ “التيّار”، حتى الآن، جزء ممّا يسمّى “محور الممانعة”، وقد زار مؤسّسه الرئيس بشار الأسد منذ أسابيع. وهذا عامل غير مساعد شعبيّاً، إذ يواجه “التيّار” خطر خسارة الأصوات الشيعيّة للوائحه، من دون أن يربح أصواتاً إضافيّة مسيحيّة.

حاله كحال من يخسر الدنيا والآخرة معاً…

:شارك الخبر