نصرالله يعدّ النقاط.. خطاب بارد بنبرة مرتفعة!
أشار أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله إلى أنَّ “اليوم نحن نحيي ذكرى هؤلاء الشهداء شهداء المقاومة الاسلامية في لبنان شهداء حزب الله والسرايا اللبنانية وكتائب القسام وسرايا القدس في لبنان والشهداء المدنيين الذين استشهدوا ظلمًا على يد الصهاينة”.
وخلال الاحتفال التكريمي الذي ينظمه حزب الله للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس أكّد نصرالله، أنَّ “تبريكنا وعزاؤنا يمتد الى كل عوائل الشهداء في الضفة الغربية وغزة وكل مكان ارتقى فيه شهداء في معركة طوفان الأقصى التي أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وساحة”.
وأضاف “الشهداء فازوا فوزا عظيمًا، الشهداء هم الأحياء المستبشرون فهنيئًا لكل الشهداء للشهداء المقاتلين والمظلومين من الرجال والنساء والأطفال”.
وتابع “لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية من الناحية الانسانية والأخلاقية والدينية لن نجد معركة كمعركة القتال مع هؤلاء الصهاينة المحتلين لفلسطين”.
وشدّد نصرالله على أنَّ “هذه المعركة لا غبار عليها على كل المستويات وهي من أوضح وأبين مصاديق القتال في سبيل الله”.
واعتبر أنَّ “قوتنا الحقيقية في الإيمان والبصيرة والوعي والالتزام العميق بالقضية والاستعداد العظيم للتضحية لدى عوائل الشهداء, والتحية للشعب الأسطوري الذي لا نظير له في العالم، لأهل غزة وشعب غزة”.
واستكمل “يعجز اللسان والبيان عن التعبير عن عظمة وجبروت وصمود شعب غزة وكذلك عن شعب الضفة الغربية، وتحية لكل الذين تظاهروا وتضامنوا وساندوا ودعموا على مستوى العالم ويجب ان نخص بالذكر والتحية السواعد العراقية واليمنية التي دخلت الى قلب هذه المعركة المباركة”.
وقال نصرالله: معروف للعالم معـ.ـاناة الشعب الفلسـ.ـطيني منذ أكثر من 75 عامًا لكن أوصاع السنوات الاخيرة في فلسـ.ـطين كانت قاسـ.ـية جدا خصوصا مع هذه الحكومة المتـ.ـطرفة والحـ.ـمقاء والغبية والمتوحشة”.
ولفت إلى أنَّ “هناك 4 عناوين كانت ضاغطة: الاول ملف الاسرى، آلاف الأسرى من الرجال والنساء والاطفال الفلسطينيين في السجون الاسرائلية وليس هناك من يحرك ساكنا ومع الحكومة المتطرفة والوزير الغبي قام بالتشديد على الاسرى وعائلاتهم وهناك قرابة العشرين عامًا هناك أكثر من مليوني انسان يعيشون في غزة في ظروف معيشية صعبة دون أن يحرك أحد ساكنًا”.
و︎قال نصرالله إنّ “ما يجري في غزة ليس حربا كبقية الحروب السابقة بل معركة فاصلة حاسمة تاريخية”، مضيفاً: “الهدف الأول الذي يجب العمل من أجله ليل نهار هو وقف الحرب والعدوان على قطاع غزة والهدف الثاني انتصار غزّة”.
وأكّد أنّ “انتصار غزة هو انتصار لكل دول المنطقة ومصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية ولبنانية”، مشيراً إلى أنّ “العدو يتوعد لبنان وشعب لبنان رغم بينما هو يغرق في رمال غزة”.
وتابع, “مشاهد المجازر الآتية من قطاع غزة تقول لهؤلاء الصهاينة إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة وهزيمة العدو”.
وشدّد نصرالله على أنّ “أميركا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة و”اسرائيل” هي أداة فأميركا هي التي تمنع وقف العدوان على غزة وترفض أي قرار لوقف اطلاق النار ,الأميركي هو الذي يدير الحرب في غزة وهو الذي يجب أن يدفع ثمن عدوانه”.
وأردف “30 يوما تسحق غـزة أمـ.ـام المجــتمع الدولي والمجتمع الغربي الذي يتغنى بحقوق الانسان, وواجب كل حر وشريف في هذا العالم ان يبيّن هذه الحقائق التي تحدثنا عنها في معركة الرأي العام والرأي العام العالمي بدأ ينقلب على هؤلاء الطغاة المجرمين الذين يقتلون الاطفال والنساء والرأي العام العالمي يرى ذلك”.
وأشار إلى أنَّ “معركة “طوفان الأقصى” هي معركة الإنسانية مقابل التوحش والهمجية التي تمثّلها الولايات المتحدة وبريطانيا و”إسرائيل”, وعام 1984 عندما تخلى العالم عن الشعب الفلسطيني دفعت كل شعوب المنطقة ثمن وتبعات قيام هذا الكيان ولعل لبنان من اكثر الدول والشعوب التي عانت من آثار وجود هذا الكيان المعتدي”.
وتوجّه نصرالله إلى الحكّام العرب بالقول: “عليكم العمل من أجل وقف العدوان على غزة ولا يكفي التنديد بل اقطعوا العلاقات واسحبوا السفراء، وللأسف كان الخطاب في السابق اقطعوا النفط عن أميركا واليوم نطلب بوقف التصدير الى “اسرائيل”، أليس فيكم بعض القوة حتى تفتحوا معبر رفح؟”.
وأكّد نصرالله أنَّ “ما يجري على جبهتنا اللبنانية لن يتم الاكتفاء به على كل حال, وما يجري على جبهتنا اللبنانية غير مسبوق في تاريخ الكيان”.
وأضاف “في ثاني يوم لطوفان الأقصى بدأت العمـ.ـليات في منطقة مزارع شـ.ـبعا وتلال كفرشوبا بعدها امتدت بالكامل على الحدود مع فلسطين ما يجري على جـ.بهتنا مهم ومؤثر جدا”.
وتابع: “لقد يبدو للبعض الذي يطالب دخول حزب الله سريعا في حرب شاملة مع العـ.ـدو متواضعا لكن اذا نظرنا الى ما يجري على الحدود بموضوعية كبيرًا جدًا ولم يتم الاكتفاء به على كل حال”.
وأشار إلى أنَّ “المقاومة الاسلامية في لبنان منذ 8 تشرين الأول تخوض معركة حقيقية لا يشعر بها الا من هو موجود بالفعل في المنطقة الحدودية وهي معركة مختلفة في ظروفها وأهدافها واجراءاتها واستهدافاتها”.
واستكمل “الجبهة اللبنانية خففت جزءا كبيرا من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة وأخذتها باتجاهناـ ولو كان موقفنا التضامن سياسيا والتظاهر لكان الاسرائيلي مرتاح عند الحدود الشمالية وكانت قواته ستذهب الى غزة”.
واعتبر نصرالله أنَّ, “المعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمل وتراكم الانجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه ونحن جميعا يجب ان نعمل لوقف العدوان على غزة وتنتصر المقاومة في غزة”.
وأضاف: “جبهة لبنان استطاعت ان تجلب ثلث الجيش الاسرائيلي الى الحدود مع لبنان, وربع القوات الجوية مسخرة باتجاه لبنان وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي موجة باتجاه جبهة لبنان ونزوح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات”.
وتابع “هذه العمليات على الحدود وفي مزارع شبعا أوجدت حالة من القلق والترقب والذعر والخوف لدى قيادة العدو وأيضا لدى الأميركيين من أن تتدحرج الجبهة الى حرب واسعة وهذا واقع يجب أن يحسب له العـ.ـدو ألف حساب، هذا الرعب لدى قيادة العـ.دو تجعل العـ.دو يحسب خطواته جيدًا اتجاه لبنان وهو اليوم يتحمل ويضبط ايقاعه لأنه لديه خشية من أن تذهب الأمور الى ما يخاف ويحذر, وهذا العمل اليومي يجعل العدو مردوعًا”.
وقال “عمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يفكر بالاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية أنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك, وهذه المشاهد في غزة ستجعلنا أكثر ايمانا وقناعة بوجوب التحدي وعدم الاستسلام مهما كانت التحديات والتضحيات”.
ولفت إلى أنَّ “يتحمل العدو اليوم كل عمليات المقاومة ويضبط إيقاعه لأن لديه خشية حقيقية من ذهاب الأمور إلى ما يخاف, وقيل لنا منذ اليوم الأول اذا فتحتم جبهة في الجنوب فالطيران الاميركي سوف يقصفكم لكن هذا التهديد لم يغيّر من موقفنا أبدا”.
وأردف “بدأنا العمل بهذه الجبهة وتصاعدها وتطورها مرهون بأحد أمرين أساسيين الأمر الأول هو مسار وتطور الأحداث في غزة والأمر الثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان, وأحذّر العدو الصهيوني من التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان وهذا سيعيدنا الى المدني مقابل المدني”.
وختم الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله بالقول: “غزة ستنتصر وفلسطين ستنتصر وسنلتقي قريبًا للاحتفال بذلك”.