بو عاصي: بأيّ حقّ يشلّ برّي المجلس النيابي؟
شدد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي على أن “هدف القوات اللبنانية كان وسيبقى بناء الدولة والحفاظ على مؤسساتها لأن الدولة العادلة وحدها هي مدخل الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، ولكن الدولة ومؤسساتها مخطوفة اليوم من حزب الله وحركة امل والمتواطئين معهم”.
موقف بو عاصي جاء في كلمة وجهها الى المشاركين في عشاء مركز وادي شحرور العليا في “القوات” والذي حضره كل من النائبين نزيه متى ورازي الحاج، رئيس بلدية بسابا كلود ابي انطون ورئيس بلدية كفرتيه المتن جان معلوف، منسق منطقة بعبدا جورج مزهر، منسقة الولايات المتحدة الأميركية زينة يمين، رئيسة جهاز تفعيل دور المرأة سينتيا الاسمر، رئيس جهاز الانتخابات نديم يزبك وحشد من رؤساء المراكز ومن ممثلي احزاب ومخاتير المنطقة واهالي قضاء بعبدا ومن القواتيين.
وقال بو عاصي: “منذ اليوم الذي استأثر فيه الثنائي بمفاصل الدولة، ضرب بعرض الحائط الدستور والقوانين والانظمة ودمر علاقات لبنان بالعالم وبشكل اساسي الدول العربية وانعكست سياساته انهيارا سياسيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا”.
وتوقف عند “تحجج الثنائي أن سلاحه يحمي لبنان”، مؤكدا أن “هذا السلاح الفتاك لم يطل الا لبنان واللبنانيين بحقهم بالعيش الكريم ولم يجد المواطن أي ملجأ ليحتمي منه”. وقال: “نخروا الدولة بالعنف والفساد، وصولا لعنف الدولة الذي هو اخطر وأبشع اشكال العنف. عنف الدولة هو استعمال مقدرات الدولة لمواجهة المواطن وهذا ما يحصل في لبنان تحت سطوة الدولة المختطفة والتعامي عن الانهيارات الدستورية والاقتصادية والاجتماعية”.
وشدد على ان “الاستقرار السياسي اساسي ولا يمكن تحقيقه ما لم يتم احترام الدستور والقوانين”. وسأل: “أين نحن اليوم من احترام الدستور والقوانين؟ بأي حق يشل النائب ورئيس حركة امل ورئيس مجلس النواب نبيه بري المجلس النيابي؟ هو انتخب لتفعيل العمل البرلماني أم لشله؟”.
وتابع: “لا صلاحيات من دون نص. أتحداه أن يعرض سطرا واحدا يعطيه صلاحية شل المجلس النيابي. ببساطة، تجاوز الدستور والانظمة والقوانين مستند على وهج السلاح وميثاقية واهية وتواطؤ ضعفاء النفوس والمستنفعين”.
وأشار إلى أن “لبنان جسم روحه الحرية”، وقال: “في الخمسينات سطت الديكتاتوريات العسكرية على السلطة بكثير من الدول العربية وخنقت الحريات العامة والخاصة فيما كان لبنان يومها الرئة التي تنفس منها الجميع. المفارقة الخطيرة جدا اليوم أن كافة دول الشرق تعمل على تعزيز مساحات الحرية فيها ما عدا وطن الحريات لبنان الذي تحاول منظومة السلاح والفساد وقلة الكفاءة أخذه في الاتجاه المعاكس”.
أضاف: “اختطاف الدولة ومؤسساتها هو اختطاف لارادة الناس لأن الدولة الفعلية تشكل انعكاسا لارادة الناس وتكون في خدمتهم. لذا من أجل الناس الذين منحونا ثقتهم في صناديق الاقتراع نتعهد بكل مسؤولية أن نواصل النضال مع الناس ومن أجلهم”.
وكان توجه في مستهل كلمته الى الحضور بالقول: “القوات اليوم وكل يوم، بضيافة وادي شحرور العليا هذه الضيعة الحبيبة التي لم تبخل يوما بدماء ابنائها دفاعا عن وطن للجميع، عن لبنان الذي بشبهنا أي لبنان اللبناني بقيمه وعلى رأسها حماية المواطن الفرد وتقديس حياته وحريته وكرامته وجنى عمره وعرق جبينه، لبنان السيادة والتعددية والديمقراطية، لبنان حيث الوجود والدور المسيحي محفوظ فيه على قدم المساواة مع كافة مكونات الوطن امام الميثاق والدستور والقوانين والانظمة”.
وتابع: “القوات اللبنانية تفتخر بأن تكون وفية لتضحيات شهداء بعبدا، وبقلب بعبدا، وادي شحرور وكل شهدائنا، من كل لبنان ولكل لبنان. قضاء بعبدا حضن وحمى باصعب الظروف اهم مؤسسات الدولة وعلى رأسها رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع والمدرسة الحربية ووزارة المال وغيرها الكثير”.
وختم بو عاصي متعهدًا أن “تبقى القوات اللبنانية العين الساهرة على الحريات في لبنان وعلى مصلحته العليا ومصلحة كل مواطن فيه كي تبقى الحرية روح لبنان، ترفرف فوق ارزنا الخالد بأجنحة أرواح شهدائنا”.