الاستقلال هذا العام مغاير جداً ومغمّس بالدم
فبعد إستهداف الصحافيين المتواصل من قبل الجيش «الاسرائيلي» وسقوط شهداء وجرحى خلال قيامهم بعملهم الاعلامي في الجنوب اللبناني، إنضّم الى القافلة يوم امس شهيدا الكلمة الحرّة فرح عمر وربيع المعماري من قناة «الميادين»، إضافة الى إستشهاد المواطن حسين عقيل، خلال إستهدافهم بغارتين لطيّارة مسيّرة «اسرائيلية» عند تقاطع طيرحرفا – الجبين، حيث نقطة تجمّع الصحافيين الذين كانوا وما زالوا يدفعون الأثمان الباهظة.
رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، عبّر عن ادانته الشديدة للاعتداء «الاسرائيلي» على الاعلاميين والمدنيين، وقال: «هذا الاعتداء يثبت مجدّداَ ان لا حدود لإجرام « إسرائيل»، وهدفها إسكات الاعلام الذي يفضح جرائمها».
من جهته، أشار وزير الإعلام زياد مكاري الى أن الحكومة اللبنانية ستتوجه بشكوى الى مجلس الأمن، بعد مقتل الصحافيين من قناة «الميادين»، وسأل: « ما المتوقع من «إسرائيل» التي لا تميز بين شيخ أو طفل وبين طبيب ودبلوماسي وصحافي؟ وفي النهاية الحقيقة موجعة لكيان مثل الكيان الإسرائيلي.
الى ذلك تزامنت هذه الصورة القاتمة مع الذكرى الثمانين لإستقلال لبنان، 22 تشرين الثاني هذا العام مغاير جداً ومغمّس بالدم، بسبب الإعتداءات «الاسرائيلية « اليومية على القرى الحدودية، شهداء وجرحى يسقطون يومياً في الجنوب وغزة، لكن كل هذا لن يستطيع إلغاء ذلك التاريخ من العام 1943، حين بدا لبنان مستقلاً ضمن حدود معترف بها دولياً، حين كانت المطالبة اولاً بإستقلاله وإخراجه من مرحلة الانتداب الفرنسي، لكن وعلى مّر الازمان عانى اللبنانيون من مواجهة المتربّصين بوطنهم ومن الطامعين فيه، ما جعل هذا اليوم يتراجع من ناحية الابتهاج والاحتفال به، اذ إقتصرت المناسبة على وضع اكاليل من الزهر على أضرحة رجالات الاستقلال، فغياب رأس الدولة اي رئيس الجمهورية، دخل في الفراغ للعام الثاني، وسط الاختلافات والانقسامات السياسية على هوية الرئيس الجديد.