عوده: هل مات أحد من أجلنا في الحروب؟

لبنان يناير 21, 2024

اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، أن “لبنان بحاجة إلى بنيه، كل بنيه، إلى أدمغتهم وسواعدهم، إلى نبوغهم وعلمهم وعملهم من أجل إعادة بنائه على أسس متينة تحفظ لجميع أبنائه من الشمال إلى الجنوب، ومن السهل إلى البحر، حقوقهم وأمنهم وحريتهم واستقرارهم ومستقبلهم”.

وأضاف عوده في عظة قداس الأحد: “على كل لبناني أن يحفظ طاقاته من أجل بلده، فلا يضحي بنفسه ولا يستهين بحياته من أجل قضية، مهما كانت عادلة، غير قضية وطنه. ثم هل مات أحد من أجلنا عندما كنا في الأزمات والحروب وتحت النيران الاسرائيليو وغيرها؟ فلم على اللبنانيين، وأهل الجنوب بشكل خاص، تكبد الخسائر في الأرواح والممتلكات، ودفع أثمان هم بغنى عن دفعها، بالإضافة إلى النزوح والتشرد؟”.

وأضاف عوده : “إذا بقي اللبنانيون منقسمين حول رؤيتهم للبنان وسيادته ودوره، متلهين بمصالحهم، وخدمة مطامع الآخرين ببلدهم، سوف يخسرون لبنان وأنفسهم ومستقبل أولادهم. عوض ذلك، عليهم تجميع طاقاتهم من أجل إنقاذ بلدهم الغارق في المشاكل وفي السيول، الرازح تحت عبء المواقف السياسية المتناقضة، والحالة الإقتصادية الصعبة، وتحت الإنهيارات المتنوعة، والإنزلاقات المختلفة، الطبيعية منها والسياسية”.

كما سأل: “هل كثير على أطفالنا أن يحلموا بمستقبل واعد؟ أن يذهبوا إلى المدارس وأن يلعبوا بسلام وأن يناموا ويحلموا دون خوف أو قلق؟ وكيف يتم ذلك وبلدنا بلا رئيس وبلا حكومة فاعلة ومع مجلس نيابي عاجز عن انتخاب رئيس؟ لقد مضى عام على وجود مستمر في مجلس النواب لنائب لا يطالب إلا بتطبيق الدستور وانتخاب رئيس، لكن لا نية لدى زملائه النواب، وذوي السلطة، للتأمل في موقفه، والإحتكام إلى الدستور وتطبيقه دون تأويل أو تشويه، وانتخاب رئيس. بهذا نخلص لبنان، في هذه الظروف، ويكون عندها قادرا على الدفاع عن قضاياه، وعلى مساندة كل ضعيف ومظلوم ومقهور”.

وختم: “دعوتنا اليوم أن نتمثل بالسامري «الغريب»، وأن نرجع دوما ممجدين الله «بصوت عظيم»، بأقوالنا وأفعالنا وأفكارنا وكل كياننا المتجدد بالتوبة الحقيقية وبرحمة الله”.

:شارك الخبر