116 عاماً على “عيد الأم”.. حكاية “الابنة” التي ندمت على هذا اليوم!
لا يعدّ تاريخ الاحتفال بعيد الأم موحداً بين الدول، ففي حين تحتفل به الدول العربية في 21 آذار تزامناً مع بداية فصل الربيع، تختلف التواريخ لدى الدول الأجنية، ففي النرويج مثلاً يتم الاحتفال في 2 شباط، أما في الأرجنتين ففي يوم 3 تشرين الأول.
في حين تختفل به جنوب أفريقيا في 1 أيار وفي الثاني من أيار تحتفل به كل من أميركا وألمانيا.
أما في أندونسيا فخصّص لهذه المناسبة تاريخ 22 كانون الأوّل.
والاحتفال بعيد الأم يعود تاريخياً للعام 1908، وتحديداً لولاية فرجينيا الغربية في أميركا، حيث أقامت الناشطة آنا جارفيس ذكرى لوالدتها، لتبدأ بعدها بحملة كي يصبح هذا العيد رسمياً.
استطاعت آنا أن تحقّق هدفها ففي العام 1910 أصبح عيد الأم يوم عطلة في ولاية فرجينيا الغربية، وفي العام 1914 جعل الرئيس الأميركي آنذاك وودرو ويلسون من هذا العيد عيداً رسمياً وطنياً.
غير أنّ الاستثمار التجاري في هذه المناسبة أصاب آنا بخيبة.
ووفق المؤرخة كاثرين أنتوليني، فإنّه “على الرغم من أن آنا لم تكن تريد أبدا أن يتم تسويق اليوم، إلا أنه اكتسب هذا الطابع منذ وقت مبكر جدا، ويعود بعض الفضل لصناعة الزهور، وصناعة البطاقات البريدية، وصناعة الحلوى في الترويج لهذا اليوم”، موضحة أنّه “عندما ارتفع سعر زهور القرنفل، أصدرت آنا بياناً صحافياً يدين باعة الزهور “ما الذي بوسعك فعله لتقويم المشعوذين، وقطاع الطرق، والقراصنة، والمبتزين، والخاطفين.. فما الذي من شأنه أن يحد من جشعهم نحو أحد أرقى وأنبل وأصدق الحركات والاحتفالات؟”. وبحلول عام 1920، كانت آنا تحث الناس على عدم شراء الزهور على الإطلاق.
وتقول أنتوليني إن آنا كانت مستاءة من أي منظمة استغلت يومها في أي شيء بعيداً عن هدفه الأصلي والعاطفي.
وفي آخر أيامها، كانت آنا تقوم بالتردد على البيوت في فيلادلفيا مطالبة بتوقيعات لدعم مناشدتها من أجل إلغاء عيد الأم.
في العالم العربي.. مصر أولاً
تعود فكرة الاحتفال بعيد الأم من مصر حيث احتفل به لأوّل مرة في العام 1956، ليتم انتقال هذه المناسبة إلى سائر الدول العربية.
وكان وراء هذه المناسبة الأخوين “مصطفى أمين وعلى أمين”، على خلفية رسالة وصلت إلى علي أمين من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها. وتكرر ذلك المشهد مرة أخرى، حينما زارت إحدى الأمهات الكاتب الصحفي الراحل مصطفى أمين في مكتبه، وقالت له إنها أرملة ولها أولاد صغار، ولم تتزوج، وأوقفت حياتها على أولادها، حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية.
فكتب مصطفى أمين في عموده الشهير “فكرة”: “لم لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم، ونجعله عيدًا قوميًا في بلادنا وبلاد الشرق، وفى هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة، ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها “شكرا” أو “ربنا يخليك”؟ لماذا لا نشجع الأطفال فى هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل، ويتولون هم فى هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها، لكن أي يوم من السنة نجعله عيد الأم؟”.
وبعد نشر المقال، اختار القراء تحديد يوم 21 آذار ليكون عيدا للأم، فانهالت الخطابات التي تشجع الفكرة، ووافق أغلبية القراء وشاركوا في اختيار هذا اليوم ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع.