“صحّتي همّي” صُنع في لبنان… ثورة وانقلاب قريباً؟
كتبت كريستال النوّار في موقع mtv:
لبنان “يسير بعكس الرياح”، هذا الواقع الذي اعتدنا عليه حيث بات الإنسان “شبه إنسان”.
يُعتبر الحقّ في الصحّة من أهمّ حقوق الإنسان ويحظى بالاعتراف في دساتير ما لا يقلّ عن 140 بلداً، وفق منظّمة الصحّة العالميّة، “ومع ذلك، لا تسنّ البلدان ولا تطبّق قوانين تكفل حقّ مواطنيها في الحصول على الخدمات الصحيّة. وهذا يؤكّد أنّ ما لا يقلّ عن 4,5 مليار شخص، أي أكثر من نصف سكان العالم، لم يستفيدوا بالكامل من الخدمات الصحية الأساسية في العام 2021”.
للتصدّي لهذه الأنواع من التحديات، اختير ليوم الصحة العالمي 2024 موضوع “صحّتي حقّي” للدفاع عن حقّ كلّ شخص في أيّ مكان، بالحصول على الخدمات الصحيّة والتغذية الجيّدة والظّروف المُلائمة من دون أيّ تمييز.
ولكن في لبنان نقول “صحّتي همّي”. هذا ما يؤكّده الطّبيب ابراهيم عبدو قائلاً: “للأسف، الصحّة ليست حقًّا للبناني بل همّ له، وهذا ما أسمعه من المرضى يوميًّا”. ويُتابع عبدو، في حديثٍ لموقع mtv: “الأمور اليوم ساءت أكثر من السابق، ورغم أنّ اللبناني تأقلم مع هذا الواقع المرّ إلا أنّه ليس مضطرًّا أن تكون هذه حقيقته، وأن يعمل فقط للاسشفاء وتأمين الدواء”.
ويُضيف: “من الأساس، أعتبر أنّ النظام الصحّي في لبنان ليس مبنيًّا على ركائز تدعم المواطن، لأنّه مبنيّ على مؤسّسات خاصة تقول إنّ من حقّها أن تبغى الربح وأن تضمن استمراريّتها. أمّا المؤسّسات الحكوميّة فهي غير فعّالة ولا تكسب ثقة المواطن”، قائلاً: “بقولوا فيك تتحكّم على حساب وزارة الصحة، ولكن كيف وأين؟ النظام الصحّي عنّا وهم”.
ويُتابع: إذا ذهبت إلى مستشفى حكومي أو مستشفى خاص مُتعاقد مع مستشفى حكومي، يقولون للمريض “ما بقا عنّا أسرّة، أو تكون شروط الدفع خياليّة مع فروقات كبيرة لا يُمكن تأمينها”، واصفاً ما نعيشه بـ”محاولة لغسل عقول اللبنانيين بالقول: نُساندكم، ولكن على القلم والورقة فقط”، وقد بدأ البعض يعي هذا الواقع المرير.
عندما يدفع المواطن من ماله الخاص ويُراكم ديوناً عليه لكي يحصل على الطّبابة والأدوية اللازمة، فهذا لم يعد حقًّا… “ما عندي ولا أدنى ثقة بالمسؤولين”، يُشدّد الطّبيب عبدو قائلاً: “لذلك رسالتي إلى اللبنانيّين أن يستفيدوا من الدعم الذي تُقدّمه مراكز خدمات الرعاية الأولية وألا يخجلوا”.
ويلفت إلى أنّ “هذه المراكز تتلقى دعماً دوليًّا وتُقدّم لكم خدمات صحيّة مجانيّة والأطباء موثوق بهم.. صحّتكم حقّكم ويجب أن تكون أولوية الدولة التي لا تؤمّنها لكم”.
كما يأمل د. عبدو أن يُغيّر اللبناني طريقة تفكيره ويقتنع بأنّ “صحّته حقّه”، ويُضيف: “عندما يعرف المواطن أنّ هذه الحاجات الصحيّة يُمكن أن تؤمَّن له من دون أيّ مبالغ ماليّة وأنّه ليس مضطرًّا لدفع أيّ ليرة للحفاظ على صحّته لأنّه يدفع ضرائب للدولة ويسير تحت سقف القانون، لعلّه يثور مُجدّداً صارخاً بأعلى صوته أنّ صحّته هي أدنى حقوقه الذي يجب أن تُقدّمها الدولة له مجاناً”.
فهل يُمكن أن نشهد ثورةً في لبنان وأن ينقلب الشّعب على دولته مُطالباً بأدنى حقوقه “لأنّو صحّتي حقّي وما لازم تكون همّي”؟!