سياسيون يلعبون القمار بين غزة وبيروت

لبنان مايو 24, 2024

كتب كبريال مراد في موقع mtv: 

لا وصفة دولية يمكن اسقاطها على الواقع اللبناني. فخصوصية هذا البلد تتطلّب تعاملاً خاصاً مع أزماته. ويبدو أن حراك “اللجنة الخماسية” استفاد من الهفوات السابقة، فصحح مساره ليلائم الخلطة اللبنانية.

وسط هذا المشهد، “السياسيون يلعبون القمار”. عبارة استخدمها سفير إحدى دول “الخماسية” أمام سائليه عن مسار الملف الرئاسي في لبنان. وهو يقصد بذلك أن هناك من يفضّل انتظار تطورات غزة، فإن كانت لمصلحته، صرفها في الداخل اللبناني.
ولكن “القمار السياسي” في هذه الحالة، ليس لمصلحة لبنان، من وجهة نظره، في ضوء الحاجة الى الإسراع في انجاز الملف الرئاسي، والإنصراف الى معالجة الملفات الأساسية، وهي وفق رأي ووجهة نظر سفراء الخماسية: النزوح السوري والوضع الاقتصادي.
في الأثناء، تحاول الخماسية ردم الهوة بين الأفرقاء اللبنانيين، لاسيما أن الثقة معدومة بينهم. وهي بذلك تسعى لتقديم ضمانات لمختلف الجهات. تتفق الخماسية على استقرار لبنان، لكنها لا تتفق على اسم رئاسي. من هنا ينصب السعي على تهيئة الأجواء للمشاورات الرئاسية وفق مواصفات ومعايير محددة. ووفق هذا الغربال، تسقط أسماء، وتصمد أخرى.
يشير السفير المعني الى أن لدى حزب الله القدرة على عرقلة العهد المقبل، وبالتالي، فعلى الرئيس المنتخب أن يطمئنه. علماً أن إخراج لبنان من أزمته الاقتصادية والمالية، وفق الديبلوماسي المعني، يتطلّب ممرين: الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، والحصول على الدعم الخليجي. ويشرح في هذا السياق الى أن “انجاز الاتفاق مع الصندوق يحتاج الى رئيس يحظى بموافقة ودعم غربيين، من الولايات المتحدة الأميركية تحديداً. والدعم الخليجي يتطلّب رئيساً لا يعترض عليه الخليج على الأقل إذا لم يكن يريده، وإلاّ فلا ودائع ولا أموال ولا دعم.
بعد البيان الأخير للخماسية، ارتفع همس حزب الله عن مسار رئاسي متأخّر، وبدء الحديث عن التمديد للمجلس النيابي الحالي. أجواء يرى فيها أركان الخماسية أداة ضغط لا أكثر، تلتقي مع ما لمسه السفراء حتى الآن من أن حزب الله غير مسنعجل لانجاز الاستحقاق الرئاسي.
ولكن، ماذا عن ترتيبات الجنوب في هذا السياق؟ “إنها تحاك إقليمياً ودولياً راهناً، وهي لا تنتظر ملء الشغور الرئاسي. وبالتالي بدأت قبل الرئاسية، وستستمر بعدها”.

كلّ ذلك قد تنسفه التطورات. “فإذا لم تحصل هدنة في غزة والجنوب، سنكون أمام مرحلة خطيرة جداً”. فهل يستمر القمار؟ أم تنطلق المبادرة اللبنانية لتواكب الحركة الدولية؟

:شارك الخبر