حوار من دون أسماء… يتحمل لبنان نجاحه أو فشله
ينجح الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في إخراج لبنان من أزماته كافة، وليس فقط الرئاسية، عندما يتقدم الملف اللبناني في الروزنامة الأميركية كما هي الحال في الأوروبية، علماً أن الزلزال الذي حصل في الإنتخابات البرلمانية الأوروبية سيضع الملف اللبناني في ثلاجة الإنتظار من جديد.
بهذه المقاربة يناقش مرجع ديبلوماسي، الفقرة المتعلقة بلبنان في بيان الإيليزيه بعد القمة التي جمعت بايدن وماكرون، والتي قفز فيها الوضع المتدحرج في الجنوب إلى الواجهة، بحيث كان التركيز على احترام الخط الأزرق وضمناً القرار الدولي 1701، ومن دون إهمال الملف الرئاسي أيضاً، وهو ما عكس توافقاً إلى حدٍّ كبير بين الرئيسين الأميركي والفرنسي، وقد دلّ هذا الأمر على الجدية تجاه لبنان.
ولكن ماذا سيفعل الرئيسان الأميركي والفرنسي من أجل تطبيق ما تمّ الإعلان عنه؟ “هذا شيء آخر”، يكشف المرجع الديبلوماسي رداً على سؤال ل”ليبانون ديبايت”، فالتقارب جدّي بين باريس وواشنطن في الملف اللبناني، ولكن في الوقت الحاضر، ما من “حدث” لبناني على مستوى الملف الرئاسي، بل هناك فقط مواقف خارجية على طريقة البيان الرئاسي في الإليزيه، الذي تتردد أصداؤه داخلياً عبر مساعٍ متعدّدة الإتجاهات لملء الوقت الضائع، إنما “لا شيء يبشّر بحل قريب”.
بيان الإليزيه هذا، لا يضيف الكثير إلى مشهد انعدام الوزن على الساحة الداخلية في لبنان، فالخلاف الداخلي موجود، برأي المرجع الديبلوماسي، الذي يصنّفه وكأنه “خلاف على الألفاظ وعلى المحتوى وعلى المبادرات، بينما في الواقع فإن الداخل اللبناني هو انعكاس للإقليمي والدولي، ولكن بتصوير مرتّب ولائق”.
علامات استفهام عدة ارتسمت داخلياً عن القرار الدولي والمدعوم أميركياً، ولكن ليس بالقدر الكافي لإنتاج تسوية رئاسية، حيث لا يتردّد المرجع في السؤال عن موقف “حزب الله” وتالياً طهران في حال دعمت واشنطن أي حل رئاسي اليوم.
وإذ يقول، إن المفاوضات بين طهران وواشنطن لم تتوقف، وتُطرح فيها، وفق ما هو متداول في الكواليس الديبلوماسية، ملفات مهمة كالإنفلاش الإيراني في المنطقة والتوتر في البحر الأحمر والملف النووي الإيراني، يكشف بأن “لا أحد يعرف أو يلمس ما يحصل، وكأنه حوار من دون أسماء وهو موجود وقائم ويتعدانا، ونحن في لبنان نتحمل نتيجة فشله أو نجاحه”.
ويقود هذا الواقع إلى القناعة الثابتة بأن الوضع السياسي على حاله، وما من خروقات بارزة في الرئاسة أو في الإقتصاد، فيما الحرب في الجنوب، وفق المرجع الديبلوماسي، محصورة بالجغرافيا وبالقوة المستخدمة في المواجهات والنار، ولكن هناك تدحرج على الجبهة الجنوبية حيث “الثمن كبير على لبنان وأهل الجنوب، خصوصاً وأن الوضع مقبول من طرفي هذه الحرب، التي تبدو حرباً بلا هدف ولا أجندة، وربما لو أن هناك هدفاً مرسوماً لها لبنانياً كانت ستؤدي إلى نتيجة أو مكسب لقاء التضحيات الجمّة والدمار في القرى الجنوبية”.