“حبس أنفاس” في لبنان!
كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
تخشى مصادر سياسية من ان تطول المفاوضات الجارية حاليا، لاعلان الاتفاق النهائي بين حركة حماس وإسرائيل، على وقف اطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين والاجانب والمعتقلين الفلسطينيين، استنادا الى مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن، لا سيما اذا استمر الخلاف الحاصل بين الطرفين على بعض التفاصيل، التي تحول حتى الآن دون التوصل اليه بالسرعة الممكنة، بالرغم من التحرك المكوكي الضاغط للولايات المتحدة الأميركية، لتسريع الخطى لانجازه، لئلا يؤدي ذلك تلقائيا الى استمرار الاشتباكات المسلحة والتوتر المتصاعد على طول الحدود اللبنانية الجنوبية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ما ينجم عنه، تأثر لبنان كله بتداعياته السلبية، وخصوصا عملية انتخاب رئيس للجمهورية، التي ما يزال حزب الله يربطها بانتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة ظاهريا، بعدما كان يتلطى سابقا، بضرورة اجراء حوار مسبق بين الاطراف السياسيين قبل انتخاب الرئيس.
وتصف المصادر هذه المرحلة بالصعبة والحساسة جدا، وهي المرحلة الفاصلة بين نهاية الحرب وتنفيذ بنود وقف اطلاق النار، ويمكن تسميتها بالوقت الضائع، وتشهد في معظم الاحيان، خروقات من احد اطراف الصراع، وتفلتاً من الالتزام بالتنفيذ، وقد تستغلها إسرائيل كعادتها للقيام باعتداء ما، او لتنفيذ ضربة نوعية، تستهدف منشأة حيوية، او عسكرية لحزب الله في لبنان، او لاغتيال شخصية مهمة، كما كانت تفعل في الماضي خلال الحروب والاعتداءات التي شنتها على الدول العربية ولبنان، مستفيدة من الوقت الضائع.
وتعتبر المصادر ان التصعيد العسكري الحاصل بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، وتوسع الاشتباكات وعمليات القصف، واستهداف الكوادر والمواقع العسكرية للحزب في الداخل اللبناني، يندرج ضمن استغلال هذه الفترة الحساسة والخطيرة، ما يُبقي الوضع في لبنان مترجرجا، وغير مستقر، في انتظار ما ستؤول اليه الاتصالات والمساعي الجارية، لاعلان الاتفاق النهائي من قبل حركة حماس وإسرائيل على الصفقة المرتقبة، الا إذا تمت عرقلتها من جديد، لسبب من الاسباب.
وتسمي المصادر هذه المرحلة الصعبة، بمرحلة «حبس الانفاس»، التي تتطلب التنبه لمخاطرها المحدقة، وتستوجب من المسؤولين والمعنيين، تكثيف اتصالاتهم مع الخارج، لاسيما مع الدول المؤثرة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية واصدقاء لبنان، لكي يشمل اي اتفاق يتم التوصل اليه، وقف النار على الحدود اللبنانية الجنوبية، ومنع إسرائيل من تنفيذ اعتداءاتها على الاراضي اللبنانية، وإن كان وزير الخارجية الاميركية أنطوني بلينكن، قد تطرق الى هذا الربط أخيرا خلال جولته في المنطقة، ولكن لا بد أن يقترن الموقف الاميركي هذا، إما بتضمين الاتفاق النهائي لوقف اطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزّة، نصاً يشمل الاوضاع المتدهورة في جنوب لبنان، أو اعادة تفعيل مهمة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكستين لهذه الغاية.