النّزوح السّوري… والمجاعة الآتية إلى لبنان!

لبنان يوليو 28, 2023

جاء في “أخبار اليوم”: 

بمعزل عن المخاطر الاقتصادية والمعيشية والأمنية التي يتسبّب بها اللّجوء السوري في لبنان، وتثبيته فيه، فإنه لا بدّ من التحذير من المجاعة الآتية، في ما لو بقيَت الأمور على حالها في هذا الملف.

غير قابل للحياة

مناطق سوريّة كثيرة هي في حالة من المجاعة الفعلية وغير المُعلَنَة، منذ مدّة طويلة نسبياً، فيما لا أحد يراقب من يأتي ويذهب من والى لبنان، وما هي الكميات التي ينقلها أو يهرّبها من مزروعات، ومأكولات، و…
هذا فضلاً عن أن القنبلة الديموغرافية السوريّة المُثبَّتَة في لبنان، والمرجّحة لأن تُصبح أشدّ انفجاراً مع مرور الوقت، ستصل به (لبنان) الى حالة البلد الغير قابل للحياة، بالملموس.

أزمة

فما تنتجه الأرض اللبنانية من مزروعات، وقمح… ومن مواد للصناعات الغذائية، ولصناعة الخبز، كانت لتكون أكثر “كفاءة” في مفعولها ونتائجها، لو كانت مخصَّصَة للديموغرافيا اللبنانية وحدها بحسب أكثر من خبير، ورغم الأزمات التي تعصف بالبلد والعالم حالياً. ولكن توطين شعب آخر في لبنان، ذات حاجات هائلة، يزيد الضّغط على كل المستويات، وسيزيد الضّغط أكثر مستقبلاً، عندما ستتضاعف القنبلة الديموغرافية السورية أكثر فأكثر.

ناهيك عن أن لبنان يمرّ بأسوأ أزمة اقتصادية ومالية في تاريخه، وبات عاجزاً عن استيراد الكثير من الأمور، وهو يتّجه لمزيد من الصعوبات في تأمين حاجات شعبه مع مرور الوقت، فيما هو بلد لا يصدّر الكثير أصلاً، أي انه يُعاني من صعوبات في توفير العملات الصّعبة.

مجاعة

وهذا يعني في مكان ما، أن تحذير بعض الأصوات من احتمال الوصول الى مجاعة حقيقية في لبنان مستقبلاً، بسبب الديموغرافيا السوريّة، ليست خرافة، ولا يمكن الاتّكال على المساعدات الدولية فقط، لمواجهة مثل تلك المخاطر.

فعلى سبيل المثال، وبالنّظر الى الشراء من بعض الأفران، قد نجد أن عائلة لبنانية واحدة تكفيها ربطة خبز واحدة في اليوم. وأما عائلة سوريّة واحدة في لبنان، فقد تحتاج الى ربطتَيْن أو ثلاث، في اليوم الواحد. وهذا ينسحب على الخضار والفاكهة، ومختلف أنواع المأكولات، والمشروبات، ناهيك عن استهلاك المياه في بلد يُعاني من مشاكل مائية، ومن صعوبات حتى في توفير مياه الشرب، وغيرها من الأمور، وهو ما يهدّد بنقل المجاعة من بعض المناطق السورية الى لبنان، في أي وقت مستقبلاً.

“قلّة”

أشار رئيس بلدية القاع بشير مطر الى أن “حتى لو كانت لدينا الأراضي اللازمة للزراعة، فالحصول على مياه الري الكافية بات صعباً أكثر من الماضي، وذلك بموازاة فقدان الإدارة السليمة في لبنان بكل المجالات، وهو ما يصعّب القدرة على تعويض النّقص اللبناني بمستويات القمح والمزروعات بسبب ضغط الديموغرافيا السورية. وهذا يعني أننا سنصل الى مشاكل جديّة مستقبلاً”.

ورجّح في حديث لوكالة “أخبار اليوم”، أن “يرتفع مستوى الشعور بـ “القلّة” لدى المواطن اللبناني، سواء بسبب النازح السوري، أو بسبب الممارسات الداخلية على صعيد شراهة التجار، أو الفلتان الحدودي والتهريب الى سوريا. فالتهريب سيأخذ من الجائع اللبناني الى الجائع السوري، بشكل سيصعّب الحديث عن أي مسعى لتحقيق أي فائض في لبنان. والمشاكل ستزداد خصوصاً إذا تفلّت دولار السوق السوداء، وسط صعوبات اقتصادية كثيرة من بينها صعوبة فتح اعتمادات من أجل الاستيراد بالكميات اللازمة. والطرف الأضعف، أي الشعب اللبناني، هو الذي يُعاني أكثر في العادة”.

ولادات

ولفت مطر الى أنه “يُمكن إيجاد من يزرع في القرى. ولكن الناس بحاجة الى سلّة غذائية كاملة. فمن يزرع بندورة مثلاً يحتاج الى زيت، والى جبنة ولبنة أيضاً. وإذا كانت لديك ثروة حيوانية ستحتاج الى علف، والى من يعتني بها حتى تُنتج كما يجب. ووسط المتغيّرات المناخية الحاليّة، والمياة المُكلفة، وجفاف الآبار، نرى أن هناك الكثير من المشاكل المُنتَظَرَة مستقبلاً”.

وأضاف: “الولادات السورية الكثيرة في لبنان تحتاج الى معدّل يصل الى 600 “حفاض” في اليوم الواحد، وهذه مشكلة أيضاً على مستوى كيفيّة معالجتها والتخلّص منها لاحقاً، وليس فقط تأمينها. ونُضيف إليها مشاكل الصرف الصحي، وزيادة التلوّث بوتيرة سريعة، وزيادة إنتاج النفايات من جراء النازحين، في دولة تتخبّط بكل شيء، وفيما البلديات تتخبّط بالعمل لوحدها أيضاً. فإذا سُمِح بوضع حمّام لمخيّم للنازحين، سيساهم ذلك بعدم زيادة التلوث والأمراض طبعاً، ولكنّه سيساعد على إبقائهم في لبنان من جهة أخرى. ولا خطّة رسمية لشيء”.

الأمن

وأكد مطر “تفشي السرقات وتعاطي وترويج المخدرات والكبتاغون في صفوف النازحين السوريين. وحتى إن الذين يُلقى القبض عليهم، يتمّ الإفراج عنهم بعد مدّة قليلة، ولا يُسلَّم ملفّهم لنزع صفة النّزوح عنهم. وبالتالي، يعودون الى الممارسات نفسها من دون أي حلّ”.

وختم: “تكاليف النزوح السوري أكبر بكثير من أي مساعدة يمكنها أن تساهم في استضافته. والخوف الأساسي هو من أن يُستعمَل بعضهم في أي يوم من الأيام، لافتعال شيء معيّن، أو للقيام بعمل أمني معيّن في لبنان، خصوصاً أننا لا نعرف تماماً من يحمل السلاح منهم”.

:شارك الخبر