حذر من إقحام المؤسسة العسكرية في الصراعات السياسية
جاء في “الأنباء”:
قال العميد الركن المتقاعد جورج نادر في حديث إلى «الأنباء»، إن الإنزال الإسرائيلي البحري في البترون واختطاف عماد أمهز الذي تردد انه ينتمي إلى حزب الله «لا يعني إطلاقا أن القوات البحرية في الجيش اللبناني متقاعسة أو غائبة عن ممارسة دورها في رصد ومراقبة المياه الإقليمية اللبنانية وحمايتها من أي توغل، عسكريا كان أم مدنيا، خصوصا ان التوغلات العسكرية من خلال البحر غالبا ما تكون عبر التسلل بواسطة الغطس، حيث إمكانية رصد الرادارات لها أو كشفها بالعين المجردة ضئيلة جدا».
وقال نادر: «عمليات التوغل النوعي من البحر بواسطة الغطس واردة في كل حين ليس فقط في لبنان، بل في كل دول العالم حتى العظمى منها المتقدمة تكنولوجيا. لكن ما يميز لبنان عن غيره هو ان طائرات الاستطلاع التابعة للعدو الاسرائيلي «درونز» لا تغادر سماء لبنان، في أوسع عملية تسجيل لكل حركة على الأراضي اللبنانية، وهذا الأمر الذي قد يسهم في تمكين الفرق العسكرية المعادية من تنفيذ بعض الخروقات البرية والبحرية على حد سواء. لكن يبقى السؤال الأهم: كيف توغل الإسرائيلي في البترون، وما الوسيلة التي اعتمدها للوصول إلى الشاطئ؟
وردا على سؤال ذكر نادر: «الأخطر من العامل التكنولوجي الذي يساعد الإسرائيلي على تنفيذ اعتداءاته وتوغلاته هو العامل الاستخباراتي البشري الموجود على الأراضي اللبنانية، والمزروع وسط الأحياء والأبنية السكنية وفي كل مكان. تبين ان الإسرائيلي يعرف عن حزب الله اكثر مما تعرفه قياداته وكوادره. ويملك الاحداثيات والشيفرات والرموز التي خولته اختراق شبكات الاتصال العائدة للحزب، ناهيك عن التجنيد البشري من مستوى قيادات وكوادر وأفراد لصالح الموساد. وهذا ما تنبه اليه الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، وأكد على صحته في خطابه الاخير قبل اغتياله، بقوله ان القرار فيما خص طريقة الرد على عمليتي البيجر وأجهزة الوكي توكي سيتخذ ضمن الحلقة الضيقة جدا جدا، لأنه كان على يقين بأن الحلقة الأوسع منها مخروقة من قبل الموساد».
وتابع: «المحزن المبكي انه في الوقت الذي كانت تبني فيه إسرائيل شبكاتها الاستخباراتية في لبنان، كانت المنظومة السياسية الحاكمة من أعلى الهرم حتى قاعدته متلهية بتقاسم الدولة وتثبيت مواقعها ودورها في المعادلة السياسية، وذلك على حساب بناء الوطن الحقيقي والدولة القوية القادرة على مواجهة التحديات، إلى أن وصلت بنا الحال إلى حد اننا نحن من يقف اليوم على رجل ونص، نستجدي وقف إطلاق النار والمساعدات الدولية للنازحين. وننتظر أيضا تغريدة أو اتصالا من الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي ادرعي لإخلاء تلك المنطقة وذاك الحي أو المبنى خلال سبع دقائق ونصف».
على صعيد مختلف، وعن مقاربته لملف التمديد من عدمه لقائد الجيش العماد جوزف عون، قال نادر: «حذار من إقحام المؤسسة العسكرية في التجاذبات والصراعات السياسية، لأن أي اهتزاز في الجيش سيقضي على لبنان الدولة والكيان. وكان أجدى بالمنظومة السياسية الحاكمة ان تنتخب رئيسا للجمهورية يمارس صلاحياته بتعيين من يرى فيه الكفاءة اللازمة لقيادة الجيش، بدلا من أن تخوض معركة التمديد وفقا لصفقات سياسية قوامها المصالح الشخصية والحزبية (…)، كفى مغامرات غير محسوبة، وأبعدوا الجيش عن أياديكم الملطخة بالصفقات».