نتائج تسلا المالية دون التوقعات!

أعلنت شركة تسلا الأميركية، المتخصصة في تصنيع السيارات الكهربائية، عن نتائج مالية فصلية جاءت دون توقعات السوق، وسط تأثيرات سلبية ناتجة عن علاقات رئيسها التنفيذي إيلون ماسك مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى جانب تقادم موديلات الشركة الحالية.
وذكرت تسلا في بيان رسمي أن “مستوى عدم اليقين في أسواق السيارات والطاقة لا يزال في تصاعد، بينما تُلقي التحولات المتسارعة في السياسات التجارية بظلالها السلبية على سلاسل التوريد العالمية وهيكل التكاليف لدينا ولدى شركات مماثلة”.
وأضاف البيان أن هذه التطورات، إلى جانب التغيرات في التوجهات السياسية، يمكن أن تؤثر بشكل ملموس على الطلب على منتجات الشركة في الأمد القصير.
وفي سياق متصل، أعلن ماسك عزمه تقليص الوقت الذي يخصصه للعمل ضمن إدارة ترامب، قائلاً: “سأقلل إلى حد كبير من الوقت الذي أخصصه لهيئة الكفاءة الحكومية خلال الشهر المقبل، للتركيز أكثر على مهامي في تسلا”.
ويواجه ماسك وشركته انتقادات واسعة واحتجاجات وصلت إلى أعمال تخريب ودعوات لمقاطعة منتجات تسلا داخل الولايات المتحدة وخارجها، منذ انضمامه كمستشار خاص في البيت الأبيض ولعبه دوراً في جهود خفض النفقات الفيدرالية.
وسجلت تسلا تراجعًا في مبيعاتها خلال الربع الأول من العام، حيث بلغت عمليات التسليم 336,681 سيارة، بانخفاض قدره 13% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو أدنى مستوى تسجله الشركة منذ الربع الثاني من عام 2022.
وكانت التوقعات تشير إلى نتائج أقوى، إذ توقعت مؤسسة ويدبوش تسليم ما بين 355 ألف و360 ألف سيارة، بينما توقعت الأسواق أكثر من 400 ألف، وقد خفّض دويتشه بنك توقعاته من 378 ألف إلى ما بين 340 و350 ألفًا.
وبحسب موقع “بريفينغ”، يُعد هذا أول تراجع في تسليمات تسلا منذ أكثر من عقد.
وأفادت الشركة في بيانها أن إيراداتها الفصلية انخفضت بنسبة 9% إلى 19.3 مليار دولار، فيما تراجع صافي الأرباح بنسبة 71% ليصل إلى 409 ملايين دولار، في حين كانت توقعات الخبراء عند 21.13 مليار دولار للإيرادات و1.44 مليار للأرباح.
ورغم هذه النتائج الضعيفة، ارتفعت أسهم تسلا بنسبة 0.62% في التداولات الإلكترونية بعد إغلاق السوق.
وأوضحت الشركة أنها ماضية في خططها لتطوير موديلات جديدة، بما فيها سيارة منخفضة التكلفة، المقررة للطرح في النصف الأول من 2025. كما أكدت أن الإنتاج الواسع لسيارة “روبوتاكسي” ذاتية القيادة بالكامل سيبدأ في مطلع 2026، ومن المتوقع أن تنطلق أولى وحداتها في شوارع أوستن، تكساس، بدءاً من حزيران المقبل.
يُذكر أن العديد من المستثمرين دعوا ماسك للتركيز مجددًا على إدارة تسلا وترك دوره الاستشاري في إدارة ترامب، خصوصاً في ظل تراجع المبيعات في كاليفورنيا، أحد أهم أسواق الشركة.
ومع ذلك، أظهر الربع الأول بعض المؤشرات الإيجابية، حيث تحسن هامش الربح بفضل انخفاض تكلفة التصنيع بنسبة تزيد عن 17% سنويًا، نتيجة لتراجع أسعار المواد الخام وتقليص التكاليف المرتبطة بإنتاج شاحنة سايبرترك.
ووفقاً لحسابات “رويترز”، بلغ هامش الربح الإجمالي للسيارات، باستثناء الاعتمادات التنظيمية، 12.5%، وهو ما يفوق متوسط توقعات المحللين التي بلغت 11.8%.
لكن تسلا حذرت في ختام بيانها من أن “التأثيرات المستمرة للسياسات التجارية العالمية قد تدفع الشركة إلى إعادة النظر في توقعاتها السنوية، نظرًا لصعوبة التنبؤ بتأثيراتها على سلاسل التوريد والتكاليف والطلب العالمي”.