لن ننسى ما فعله هؤلاء… لن ننسى!
إذا استعرضنا أسماء من تولّوا مسؤوليّات عامّة، منذ انتهاء الحرب وحتى اليوم، لوجدنا أصحاب أيادٍ سوداء أكثر من البيضاء بكثير. لا بأس، من حينٍ إلى آخر، إن تذكّرناهم بالسوء. يستحقّون ذلك وأكثر.
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
تكثر أزماتنا في لبنان، والمصائب. الأسوأ أنّ أزمةً جديدة تنسينا السابقة. لا بأس إذاً، من حينٍ إلى آخر، بالتذكير ببعض الوجوه والارتكابات، خصوصاً أنّ ما نعيشه اليوم هو نتيجة.
فلنتذكّر سليم جريصاتي، أحد أبرز وجوه عهد ميشال عون السوداء. عُيّن وزيراً مرّتين. وضع يده على بعض القضاء وتدخّل فيه، وكان في جوار مكتبه سمسار يقوم بدورٍ مطلوب منه، ويشمل التواصل مع رؤساء أجهزة والتدخل في شؤونهم.
تلوّن جريصاتي في السياسة، من الياس المر إلى إميل لحود وصولاً إلى ميشال عون. “فوّت” الثلاثة “بالحيط” مراراً، وحقّق ثروة من خلال السياسة والمحاماة، وقد مزجهما ببعضهما، وظهر اسمه كواحد من أصحاب الحسابات المصرفيّة الكبيرة في سويسرا، ومنح العفو العام، بتوقيع عون، لأكثر من مجرم.
كذلك، كانت لجريصاتي يدٌ في مرسوم التجنيس الذي وقّعه عون في بداية عهده، بالإضافة إلى الكثير من الارتكابات الأخرى.
وإذا كان جريصاتي غاب عن الصورة منذ انتهاء العهد السابق، ربما لانتظار عهدٍ جديد “يركب موجته”، فإنّ ذلك لا يعني أنّنا نسينا ما فعل، ولن نغفر له سجلّاً أسود في موقع الوزير أو المستشار الأول.
ولا ننسى أيضاً ما ارتكبه حسان دياب، أحد أسوأ رؤساء الحكومات في تاريخ لبنان، وهو صاحب قرار التوقف عن الدفع والمسؤول عن سوء إدارة الأزمة، ومعه بعض الوزراء، ومن بينهم راوول نعمة الذي دعم الكاجو، فـ “طعج” الخزينة، وطيّر قسماً من الودائع.
لو كنّا في بلدٍ فيه محاسبة، لكان حسان دياب حوكم بأكثر من جرم، وقد أتى إلى رئاسة الحكومة بالصدفة، وحمل معه سيرته الذاتيّة حين زار دولة قطر، للبحث عن عملٍ بدل البحث عن دعمٍ للبنان!
رجلٌ كان يبحث عن واسطة سياسيّة تبقيه أستاذاً جامعيّاً، فإذا به يصبح رئيساً للحكومة في أصعب ظرف، ولن ننسى ما ارتكبه كما لن ننسى حين استلّ مشطاً من سترته لتسريح شعره قبل إلقاء كلمة له في مناسبة للجيش!
إذا استعرضنا أسماء من تولّوا مسؤوليّات عامّة، منذ انتهاء الحرب وحتى اليوم، لوجدنا أصحاب أيادٍ سوداء أكثر من البيضاء بكثير. لا بأس، من حينٍ إلى آخر، إن تذكّرناهم بالسوء. يستحقّون ذلك وأكثر.
المصدر:هنا لبنان