هل تم العثور على بقايا سفينة نوح؟
أسفرت الحفريات التي أجريت في جبل أرارات، المكان الذي نزل فيه نوح عليه السلام، وجماعته بانتظار انتهاء الطوفان، عن نتائج مثيرة للاهتمام.
وتبيّن أن سفينة نوح تقع إلى حد الآن على قمة جبل أرارات، وتظهر من وقت إلى آخر من تحت الثلج. أو بالأحرى تم العثور على آثار مياه البحر والطين وبقايا الكائنات البحرية على جبل أرارات، الأمر الذي يؤكد ما جاء في القصة التوراتية عن الطوفان العظيم الذي أهلك الله به البشرية الغارقة في الخطايا، وعن السفينة التي بناها نوح ونجا عليها مع أهله وحيواناته، آخذا معه “من كل مخلوق زوجا”.
وأعلن عن تلك الاكتشافات علماء من ثلاث جامعات تركية، حيث قاموا بأعمال التنقيب في موقع يسمى بـ” قمم أرارات”.
وتباينت المعلومات حول هذا الاكتشاف. ويدعي الأتراك أنه تمت الإشارة إليها عام 1959 من قبل مصمم الخرائط الخبير الكابتن دوروبينار.
بينما قالت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، التي نشرت صورها عام 1995 إنها التقطتها عام 1949 من طائرة تجسس. وتم تصوير المكان الغامض أكثر من مرة من المدار من قبل الأمريكيين والأوروبيين. ولكن حتى الصور الواضحة جدا التي تم التقاطها عام 2003 بواسطة القمر الصناعي Quick Bird بدقة وتصل إلى 60 سنتيمترا، لم تؤد إلى أي استنتاجات لا لبس فيها.
ويرى البعض: إن “قمم أرارات” تمثل سفينة نوح أو بالأحرى بقاياها المتحجرة”.
وهي تشبه هيكلا لقارب ضخم يقع في الجهة الجنوبية الغربية من جبل أرارات على ارتفاع حوالي 4420 مترا، ويبعد حوالي 2 كيلومتر أفقيا عن غرب قمة الجبل.
وفقا لكتاب التوراة، فإن طول السفينة كان حوالي 180 مترا، عرضها حوالي 27 مترا. والنسبة بين الطول والعرض هي 6:1. والنسبة هي نفسها التي أظهرتها الصور الفوتوغرافية لـ”القمم” التي التقطت من الأقمار الصناعية.
في العام الماضي جمع العلماء الأتراك عشرات العينات من المنطقة، أي كما يعتقدون، حول وبالقرب من سفينة نوح، وقاموا بتحليلها، ويزعمون الآن أن العينات تحتوي على مواد طينية وبحرية، بالإضافة إلى كائنات بحرية عمرهم حوالي 5500 سنة.
وأفاد بذلك موقع Arkeonews الإلكتروني التركي، وصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، نقلا عن رئيس فريق البحث البروفيسور فاروق كايا.
ويقول العلماء أيضا إن ارتفاع مياه البحر إلى ما لا يقل عن 4420 مترا، يشير على الأرجح إلى حدوث طوفان. وهذا يعني أنه يمكن تأكيد المعلومات الواردة في الكتاب المقدس. ويعني ذلك أن الفكرة التي تفيد بأن “قمم أرارات” تمثل ربما “المكان ذاته” الذي هبط فيه نوح هي ليست فكرة مجنونة على الإطلاق.
بالمناسبة، تم تأكيد هذه الفرضية بشكل غير مباشر من خلال تصريحات العالم بورشر تايلور، الأستاذ بجامعة “ريتشموند” في عام 2001، حيث أفاد في مقابلة مع صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية، بأن رجل الصناعة والباحث الفرنسي فرناند نافار عثر في تموز عام 1955، على قطعة طولها متر واحد من الخشب المتحجر من صنع الإنسان على بعد أمتار من “قمم أرارات”.