كتبت ماري-جو متّى في موقع mtv:
“تعالوا معي لتتعرّفوا على ما أقوم به خلال يوم كامل، أنظروا ماذا اشتريت وارتديت، تعلّموا منّي الطرق الصحيحة للـ “مايك أب”، أنظروا إلى عاداتي الصحّيّة وبشرتي الساطعة…” بهذه العبارات، تطلّ علينا محبّات الشهرة يوميّاً. مواقع التواصل الإجتماعي تفتح أبوابها وأموالها للجميع، وها هنّ متعطّشات الأضواء، المنتظرات ليلاً ونهاراً أمام أبواب “الفرص”، من دون “لا شغلة ولا عملة”، يقدّمن لنا فيديوهات عن يوميّاتهنّ، فيحصدن ملايين المتابعين، خصوصاً من الفئة الشبابيّة، ليطلقن على أنفسهنّبعدها لقب “إنفلونسر” أي “المؤثّرة”.
فهل فعلاً تؤثّر بنا المؤثّرات؟
تشير لمى ص.، وهي طالبة جامعيّة عشرينيّة، لموقع mtv، إلى أنّها تتابع الكثير من المؤثّرات اللواتي ينشرن يوميّاتهنّ، مضيفةً: “في الكثير من الأحيان، “مثاليّة” حياتهنّ تدفعني إلى تحسين نمط عيشي. فأتشجّع مثلاً على ممارسة الرياضة أو أن أجعل نظام حياتي صحّيّاً، أن أهتم ّببشرتي وأن أكون ناجحة ومنتجة دوماً”.
من جهتها، تلفت نتالي أ. ج.، وهي فتاة عشرينيّة أيضاً، إلى أنّ “كثرة وجود المؤثّرات على مواقع التواصل يدفعني إلى المقارنات السلبيّة، إذ أتساءل: “كيف يمكنهنّ عيش حياة مشرقة إلى هذا الحدّ، وأناأحياناً، كما صديقاتي، نشعر بالحزن والتعب، أو بعدم الأمان النفسي والجسدي. فالمقارنات في هكذا حالات متعبة وغير صحّيّة”.
أمّا نوال س.، فتقول: “أستغرب جدّاً طاقتهنّ وقدرتهنّ على تمثيل هذا النمط المثالي للعيش دائماً أمام الملايين، ممّا يدفعني إلى الحديث عنهنّ مع أصدقائي لمجرّد التسلية”.
بالنسبة إلى نور س. “لا يمكن لمحتوى المؤثّرات “الخاصّ” أن يؤثّر بي. فأنا أتأثّر بالمحتوى الذي أعتقد أنّه يفيدني. أي أتابع صانعات المحتوى المحترفات، مثل القارئات اللواتي تدلّنا على كتب، أو الإختصاصيّات اللواتي يعبّرن عن مجال يحترفنه”. وتتابع: “من المضحك أنّ صانعات المحتوى “الهادف” لا يطلقن على أنفسهنّ لقب “الإنفلونسر”، إنّما فقط من يكذبن علينا بحياتهنّ المثاليّة يعطين لأنفسهنّ هذا الحقّ”.
أمّا أنا، فأقولها وبكلّ راحة ضمير: “أنتنّ لا تؤثّرن بنا إذا لم تستخدمن صفحاتكنّ للإضاءة على مشاكلنا، بدءاً من أنّنا فتيات طبيعيّات غير مثاليّات، وصولاً إلى أنّنا قويّات منجزات نتخطّىالتحدّيات. لا تؤثّرن بنا إن لم تستخدمن شهرتكنّ للإضاءة على قضايا الظلم والتهميش، وإن لم تكن لديكنّ أفكاراً تلهمنا أو تقوّينا أو تثقّفنا. إن أردتم اللقب خذوه، أمّا نحن، فاتركوا لنا لقب “غير المتأثّرات”.