قططٌ سوداء ومرايا مكسورة… فأل حسن أم نذير شؤم؟
هل تؤمنون بالخرافات؟ لا جواب صريحاً عن هذا السؤال، إنما يتراوح بين استهزاء في السرّاء، وخشية في الضرّاء. فالإنسان عدو ما يجهل، ومَن يخاف الشرّ يصادفه، كما يقولون في ثقافات مجتمعية مختلفة، خصوصاً عند ربط أي خرافة بفأل حسن أو بنذير شؤم.
لكن، ربّما للخرافات تفسيرات منطقية، تعيد إليها التبرير البشري. هنا، نذكر أكثر خمس خرافات شيوعاً، أوردها تقرير نشره موقع “إنديا تايمز” وردّها إلى أصولها المنطقية المحتملة.
إن مرّ قط… فانتظروا!
يتساءلون دائماً: “ما الذنب التي اقترفته القطط حتى تُلصق بها خرافات غريبة، فتُدرج في الفئة المشؤومة؟” ففي الهند مثلاً، أن يصادف المرء قطاً نذر شؤم، فكيف الحال إذاً إن كان أسود اللون داكناً؟ هذا لا يقتصر على المجتمع الهندي وحده، فثمة مجتمعات أخرى كثيرة تربط القط الأسود بالسحر الأسود.
بعيداً من الخرافة، كانت القطط السود في العصور القديمة تشبه الحيوانات البرية، وتتحرّك عند استشعارها الخطر، لذا كان الناس يربطون بينها وبين خطر “لا تشعر به إلّا القطط”. ومن هنا التصقت بها خرافة السحر. وإن عبر قطّ أسود طريقاً، فإنه في الاعتقاد الشعبي يتبع حيواناً مفترساً، أو يتبعه حيوان مفترس. وفي الحالتين، الخطر داهم، ولا “عنصر” واضحاً في معادلة الخوف هذه إلّا القط الأسود اللامع الذي ينعكس الضوء في عينيه. وهذا مخيف!
مرآتي المسحورة… مرآتي المكسورة!
لمن يتذكر “مرآتي.. مرآتي” في قصة الساحرة الشريرة والأميرة النائمة. انتهى الأمر بتحطّم المرآة وتشظيها، ودخول شظية منها في قلب الساحرة. ينسب تقرير “تايمز أو إنيديا” إلى القصص الشعبية أن مَن يكسر مرآة يقضي 7 سنوات عجافاً، يلاحقه فيها سوء الحظ في كل شيء، “ومردّ هذا الاعتقاد بهذه الخرافة هو الإيمان بأن في المرايا عوالم وأرواحاً بديلة”.
لكن، لنضع الاعتقاد الشعبي المُغالي جانباً. أحد التفسيرات المحتملة لهذه الخرافة هو أن المرايا كانت ذات يوم نادرة وثمينة، “ومرجح أن يكون الاعتقاد بأنها تمتص الطاقات وتحمل الأرواح قد جاء من خصائصها العاكسة”، بحسب التقرير نفسه. وربما يأتي الإصرار على شؤم كسر المرآة من ندرتها وارتفاع سعرها، وقد يحثّ هذا الترهيب على حُسن التعامل مع هذا الشيء النادر.
ممنوعٌ قص الأظافر بعد المغرب
لماذا؟ وما هي أصول هذه الخرافة؟ بحسب التقرير، ليس في الأمر خرافات مُستهجنة ولا اعتقادات غريبة، وليس فيه سوء حظ ولا فيه أرواح شريرة.
كل ما في الأمر أن الناس كانوا يتجنّبون قص أظافرهم بعدما تغرب الشمس ويسدل الليل ستاره، حيث لا ضوء ولا كهرباء. فمن فعلها، جرح نفسه في الظلام، فبقي ينزف دماً حتى مشرق الشمس.
لا تجلسوا تحت “التين المقدّس” ليلاً
هذه خرافة ما زالت شائعة حتى اليوم في بعض المجتمعات. يُقال إن الجلوس ليلاً تحت شجرة “التين المقدّس” (Peepal) تجلب الشؤم لأنها موطن للأشباح أو الأرواح، ومن يجلس تحتها يجالس هذه الأرواح، فتلتصق به.
ثمة تفسير منطقي لهذه الخرافة يسوقه “تايمز أو إنديا”: معروف أن شجرة “التين المقدّس” تطلق كمية وافرة من الأكسيجين في أثناء عملية التمثيل الضوئي صباحاً، فيما تُكثر من إطلاق ثاني أوكسيد الكربون ليلاً، تماماً كما تفعل أي شجرة خضراء. والجلوس تحتها ليلاً يستدعي استنشاق غاز ثاني أوكسيد الكربون، وهذا غير صحي. إلى ذلك، هذه شجرة كثيفة الورق، لذا تسكنها البوم والغربان، وهذه مرتبطة في التراث الشعبي بالشؤم.
ليمون وفلفل حار وخيط قطن
يقول تقرير “تايمز أوف إنديا” إن الهنود يتمسكون، حتى الساعة، بتقليد شعبي يقضي بتعليق ليمون وفلفل حار في خيط قطني خارج منازلهم، “فبخصائصها القوية، تستطيع إبعاد الأرواح الشريرة والطاقة السلبية”.
في الواقع، ثمة تفسير “يحتمل المنطق”. لليمون والفلفل الحار روائح قوية، وفيهما مواد كيميائية طبيعية تطرد الحشرات. وبتعليق ليمون وفلفل حار بباب المنزل، كان الهنود يحاولون إبعاد الحشرات التي تتسلّل إلى داخل البيت، فتتلف الطعام وتنشر الأمراض.