“اللبناني بيقبل يقتل”.. رصاصة حمقاء تخطف روح الطفلة نايا!
توفيت الطفلة نايا حنا بعد 23 يومًا على إصابتها بالرصاص الطائش في الحدت خلال إعلان نتائج الامتحانات الرسمية.
وكانت نايا ابنة السبع سنوات، قد أصيبت بالرصاصة خلال وجودها في المدرسة الصيفية، بينما كانت تلعب وتلهو مع اصدقائها.
ومرّت الأيام السابقة ثقيلة على الطفلة، إذ دخلت في غيبوبة فيما أكّد الفريق الطبي في المستشفى عجزه تمامًا عن مواجهة حالتها، بسبب صعوبة استخراج الرصاصة التي استقرّت في مكان حساس بدماغها.
أما العائلة، فكانت في وضع صعب للغاية، سيّما مع انتشار شائعات تعلن وفاتها، ما دفعهم لإصدار بيان سابق جاء فيه:
“حضرة الإعلاميين الكرام والأصدقاء والأٌقارب الأعزاء وجميع الأشخاص الذين أظهروا لنا تعاطفاً كبيراً ومحبة، نشكركم نيابةً عن نايا وعائلتنا بأكملها على أفكاركم الطيبة وصلواتكم، نايا فتاة قوية، وهي لا تزال تحارب لتعود إلينا، نطلب منكم فقط الاستمرار في الدعاء، وسنوافيكم بآخر مستجدات حالتها، ونأمل أن نعلن عن أخبار جيدة بمشيئة الله، يرجى التحلي بالصبر وعدم نشر أي أخبار كاذبة، لأنها تستنزف طاقتنا التي نحتاجها لدعم نايا وبعضنا البعض، استمروا في الدعاء لنايا!”.
رصاص الشهادات يقتل الأطفال
في العام 2022، أدّى الرصاص الذي أطلق ابتهاجاً بنتائج الشهادة المتوسطة، إلى مقتل طفل وإصابة أكثر من خمسة أشخاص، بينهم طفلان أيضاً، وذلك في كلّ من طرابلس والمنية- الضنية وعكار وصيدا (مخيم عين الحلوة) والبقاع،
ضحايا الرصاص الطائش 7 قتلى و15 جريحا سنويا
في تقرير نشر في العام 2021، أشارت الدولية للمعلومات، إلى أنّه “بالرغم من إقرار مجلس النواب القانون الرقم 71/2016 الذي يجرم إطلاق عيارات نارية في الهواء ويعاقب بالحبس من 6 أشهر إلى 3 سنوات، وتصل العقوبة إلى الأشغال الشاقة لمدة 10 سنوات ولا تتجاوز 15 سنة، وبغرامة من 20 إلى 25 ضعف الحد الأدنى للأجور (ما بين 13.5 مليون ليرة و16.8 مليون ليرة) في حال أدى إطلاق النار إلى الموت، فإن هذا القانون لم يشكل رادعاً واستمرت هذه الظاهرة ليسقط نتيجتها المزيد من الضحايا.
وأضافت: “من خلال وسائل الإعلام وتقارير قوى الأمن الداخلي خلال الأعوام 2010-2021 تمكنا من إحصاء سقوط 81 قتيلا و169 جريحا، أي بمعدل سنوي 7 قتلى و15 جريح”.
الابتهاج “القاتل”
أظهر تحقيق نشرته “الميادين نت” أن 147 شخصاً (45 قتيلاً و102 جريح) سقطوا ضحايا بسبب الرصاص الطائش بين عامي 2013 و2019.
ووفق التحقيق فإنّ العام 2017 سجّل العدد الأكبر من الضحايا الذي وصل إلى 41 بين قتيل وجريح، كما شهد العام نفسه توقيف 300 شخص بتهمة إطلاق النار، بحسب قوى الأمن الداخلي.
وأوضح التحقيق أنّ محافظة بعلبك-الهرمل كان لها النصيب الأكبر من عدد الضحايا (42 ضحية)، مقابل سقوط ضحيتين فقط في محافظة النبطية.
وكشف أنّ 43 من أصل 147 ضحية تعرضوا لرصاص طائش مجهول المصدر، فيما سقط 32 شخصاً بين قتيل وجريح برصاص الابتهاج.
قوى الأمن الداخلي وحملات التوعية
يجتهد عناصر قوى الأمن الداخلي في مكافحة آفة الرصاص الطائش، وكان لمواقع التواصل الاجتماعي حيّز كبير في التوعية.
من “بتقبل تقتل”، لـ “طايشة بس بتصيب”، الخ… حملات أطلقتها قوى الأمن الداخلي عبر حسابها “تويتر”، مرفقة بتغريدات تحذّر من مخاطر إطلاق الرصاص، وامتازت هذه التغريدات بتلقائيتها، فكانت تخاطب الناس بلغتهم، مثل: “إذا ابنك نجح وصار معه شهادة البريفيه… مش ضروري ابن غيرك يسقط ويصير معو شهادة وفاة!”، “بدل ما تخاف من التبليغ… خاف على عيلتك من الرصاص الطائش، بلِّغ!”، “لأنو مطلق النار مش حاسب حساب حدا، صار وقت كلنا نحاسبو… بلّغ!…” .
غير أنّ هذا المجهود لم يكافح الجهل المنتشر، فعلى الرغم من سقوط العديد من الضحايا ما زال هناك من يمسك بسلاحه، ويطلق النار “ابتهاجاً”، غير آبهٍ بحزن قد يغرزه في قلب ما.