الرئاسة بين البابا وماكرون… وحصيلة لودريان الى “الخماسية”
كتب عمر حبنجر في “الأنباء الكويتية”:
غادر الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بيروت، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري وأطلعه على حصيلة لقاءاته مع الأطراف السياسية اللبنانية.
وطبقا للمصادر المتابعة فان لودريان سيشارك في اجتماعات «اللجنة الخماسية» التي تضم الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية ومصر وقطر في الثلاثاء من الشهر الجاري، وسيعود مجددا إلى بيروت في زيارة رابعة للاطلاع على مستجد المساعي الداخلية، ولإطلاع المعنيين على وجهة نظر «اللجنة الخماسية»، وما يجب عمله.
وفي تقدير المعارضة اللبنانية ان لودريان «أتى خالي الوفاض وذهب بخفي حنين»، علما ان توصله الى إقناع الأطراف المعنية بالبحث عن خيار ثالث، غير سليمان فرنجية وجهاد ازعور، هو بنظر البعض إنجاز بحد ذاته إذا صدقت المعلومات بهذا الشأن.
وفي آخر تحرك له اتصل لودريان برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مؤكدا له ان نتائج جولته إيجابية حيال قرب إجراء الانتخابات الرئاسية.
واللافت ان لودريان غادر من دون ان يرعى اي حوار بين الأطراف اللبنانيين، مع أنه اقترح، عبر لقاءاته، استبدال كلمة «حوار» بكلمة «نقاش» عل وقعها يكون أفضل على معارضي الحوار والذين خاضوا تجربته المريرة مع الفريق الآخر أكثر من مرة وبلا طائل.
لكن زيارة لودريان الثالثة حسمت أمرا طالت المماطلة فيه هو إخراج المرشح سليمان فرنجية من المشهد الرئاسي، على الرغم من تبني «الثنائي الشيعي» له ومعه منافسه جهاد أزعور الذي تقاطعت المعارضة حول اسمه، لكنه لم يكن معتمدا من قبلها. كما كان سليمان فرنجية بالنسبة لـ «حزب الله» الذي وعده بأن يكون الرئيس التالي بعد ميشال عون عام 2016، لكن موازين القوى النيابية والإقليمية خذلته كما يبدو، وغلب رأي «اللجنة الخماسية – الدولية والعربية» باستبعاد أي مرشح يشكل استفزازا او تحديا لفريق من اللبنانيين مع العمل على الخيار الثالث المتمثل بشخصية وطنية جامعة توحي بالثقة لللبنانيين، ومعهم المجتمعين العربي والدولي، ويبدو ان «حزب الله» وضع فرنجية في مستجدات الوضع، خلال زيارة رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» له في بنشعي.
والآن سيكون التركيز على النقاش الذي يفترض ان يفضي الى انتخاب رئيس جمهورية يتقبله معظم الأطراف اللبنانيين، اي رئيسا جامعا للمواصفات المتفق عليها، فهل دقت ساعة نهاية الشغور الرئاسي وبالتالي المؤسساتي في لبنان؟
هذا الاستحقاق سيكون على الطاولة في لقاء البابا فرنسيس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مدينة مرسيليا يوم 22 الجاري.