بعد ترشيح فرنجيّة – أزعور… المعارضة تتحضّر للمرحلة المقبلة
كتبت كارولين عاكوم في “الشرق الأوسط”:
ينتظر الأفرقاء السياسيون بفارغ الصبر ما ستحمله المرحلة المقبلة فيما يتعلق بالأزمة الرئاسية بعد زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت. وبعد انتهاء هذه الزيارة، لم يُعلَن عن أي تطورات إيجابية أو مستجدات.
فيما لم تصدر السفارة الفرنسية في بيروت أي بيان بعد مغادرة المبعوث الفرنسي، الذي لم يدل بأي تصريح أثناء زيارته. تبدو الأطراف اللبنانية مختلفة في تقييم نتائج هذه الزيارة. حيث يعتبر أفرقاء المعارضة أن كلام المبعوث الفرنسي مع الأطراف اللبنانية يشكل رفضًا واضحًا لترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، الذي يحظى بدعم “حزب الله” وحلفاؤه، بالإضافة إلى دعمه للوزير السابق جهاد أزعور الذي يتلقى دعمًا من المعارضة. في المقابل، يرفض “حزب الله” و”حركة أمل” هذا الاعتبار ويتمسكان بدعوة رئيس البرلمان نبيه بري للحوار كخطوة أولى نحو عقد جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس.
ونظرًا لهذا التطور، فإن المعارضة، التي كانت تدعم أزعور كوسيلة لإسقاط فرنجية، تستعد الآن للمرحلة المقبلة. ووفقًا لمصادر داخل “القوات”، يُعتقد أن هذه المرحلة قد تركز على ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية. ويتم العمل بجد على مستوى الداخل والخارج لتذليل العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف. وفي هذا السياق، يجري البحث في التفاصيل وتقديم الدعم، سعيًا لبناء التوافق وتحقيق التطلعات في إقامة دولة فعلية، بعيدًا عن القوى التي تحكم بموجب الواقع الحالي. ويتم التأكيد على أن المعارضة مستعدة للتعامل مع الأحداث بشكل مرن ومتفهم، وتؤكد أن هناك توحيد في الأهداف الكبرى، ولكن الأسماء تتطلب مزيدًا من البحث والاختيار.
من ناحية أخرى، يبدو أن الفريق الآخر لا يزال على موقفه السابق ولم يكن مستعدًا للانتقال إلى المرحلة الجديدة. يُظهر ذلك من خلال مواقف نواب “حركة أمل” و”حزب الله” الذين يتهمون أولئك الذين يرفضون دعوة بري للحوار بأنهم يعرقلون عملية انتخاب الرئيس. عبّر النائب علي خريس من “حركة أمل” والنائب حسن عز الدين من “حزب الله” عن هذا الموقف خلال مشاركتهما في ندوة في جنوب لبنان.
أعرب عز الدين عن تمنيه أن تفضي زيارة المبعوث الفرنسي إلى لبنان إلى تحقيق تقدم في عملية انتخاب رئيس للبلاد. وشدد على أن الحوار هو الخيار الوحيد للقوى السياسية اللبنانية، مشيرًا إلى أن البلاد لا تحتمل المزيد من الفراغ في منصب الرئاسة. وأشار إلى أن الوفاق والتفاهم الوطني هما ما يحتاجه لبنان في هذه الفترة الصعبة، ودعا إلى التخلص من التنظيرات والتصعيد، محذرًا من أن استمرار الأزمات سيؤدي إلى مزيد من العجز في مؤسسات الدولة وزيادة التعطيل.
من جانبه، اتهم خريس رافضي الحوار بأنهم لا يرغبون في انتخاب رئيس للبنان ويسعون للحفاظ على الأزمة المستمرة، وأكد أن الوقت ليس مواتيًا لأحد، داعيًا إلى الانضمام إلى الحوار والتعاون مع دعوة بري لعقد جلسات حوار من أجل انتخاب رئيس للبلاد.
وأعرب النائب إبراهيم منيمنة عن اعتقاده أن المرشحين الحاليين، أزعور وفرنجية، ليس لديهما فرص كبيرة للفوز، واستبعد أن يتم انتخاب رئيس في نهاية سبتمبر. وأشار إلى أن اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون تم طرحه منذ فترة، ولكن هناك أسماء أخرى تُدرَس. وأكد رفضه لتعديل الدستور.
وقال إن المبادرة الفرنسية لم تنجح بعد، وأن هناك تضاربًا بين مبادرة لودريان ومبادرة بري. وطرح تساؤلًا حول تفاصيل الحوار الذي يُقترح من جانب بري. وأضاف أنه سأل أيضًا لودريان حول هذا الأمر ولم يحصل على إجابة واضحة بخصوص من سيضمن تنفيذ مخرجات الحوار.
وشدد على أنه في حال استمرار “حزب الله” في رفض الحوار والتمسك بسلاحه، سيظلون على موقفهم الحالي، وأن الحزب مرتبط بإيران على عكس ما تدعيه طهران بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية.
وأشار منيمنة إلى أن الانقسام الطائفي الحالي يعزز من قوة “حزب الله”، وأن حزب الله استفاد من الأزمة التي شهدتها لبنان في 17 تشرين الأول، حيث كانت تهديداته الرئيسية تتعلق بالتظاهرات. وبالتالي، يعتبر الانقسام الطائفي هو تقديم هدية قوية للحزب.