عودة لمن “يتولون القيادة”: ثرواتكم وألقابكم باقية على الأرض

لبنان سبتمبر 17, 2023
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: “نحن شعب اعتاد حمل صليب عظيم في بلد اختصاص مسؤوليه هو إثقال كاهل الشعب بدلا من تأمين الحياة الكريمة والآمنة له. منذ عقود يحمل شعبنا الصليب تلو الآخر، ولم يشهد قيامة بعد”.

وأضاف، “الحروب والإغتيالات والتفجيرات، وآخرها تفجير قلب بيروت، نهب الأموال وتدمير الاقتصاد والتربية والقطاع الاستشفائي وسائر القطاعات الحيوية، كلها يتحملها الشعب وما من خطة إنقاذ تنهض ببلد منكوب وشعب أرهق تحت ثقل خطايا مسؤوليه وزعمائه. أسلحة متفلتة، حدود سائبة، سيادة مستباحة، دستور مداس، دولة بلا رأس، مؤسسات رديفة لمؤسسات الدولة، هل من بلد في العالم يرتضي مثل هذا الوضع؟ هل يستحق اللبناني كل هذا؟ ربما أخطأ شعبنا، كالعادة، في اختيار من يمثله، كما يخطئ في عدم رفع الصوت مطالبا بمحاسبة عادلة وشفافة يصل من خلالها إلى قيامة وطن يستحقه أبناؤه. وقد يكون خطأه الأكبر أنه تبع بشرا غير أهل للثقة عوض اتباع المسيح”.


وتابع، “لكن من يتولون قيادة هذا البلد يظنون أن الشعب باق على خطئه وأنهم باقون في مراكزهم، ولا يدركون أن المرض والموت ليسا بعيدين عن أحد، وأن ما راكموه من ثروات وألقاب ومراكز وممتلكات باقية على الأرض ولن تزيد لحظة من عمرهم عندما تأتي الساعة، وأنهم لن يحملوا معهم سوى ما ارتكبت أيديهم من حسنات ومن سيئات، على أساسها يكونون من المختارين أو من المعذبين ليس من الله بل من خطاياهم. فماذا ينفع الإنسان إن ربح العالم وكل مغرياته وخسر نفسه؟”.

وختم: “لذا دعوتنا اليوم هي إلى حمل صليبنا بفرح، كل منا على حسب القدرة التي منحه إياها الرب، واتباع من هو معطي الحياة، وأن نبشر الجميع، بلا خجل، بأن إلهنا غلب الموت والجحيم، وأن وراء الألم العظيم قيامة عظيمة. ألا بارك الرب حياتكم، ومنحكم الصبر على الآلام، وأوصلكم إلى بهجة القيامة المنتظرة”.

:شارك الخبر