نديم الجميّل: لن نسلّمهم الرئاسة على طبق من فضة
وعد النائب نديم الجميل خلال زيارته الولايات المتحدة، الناخبين الذين اختاروا إسقاط أكثرية محور الممانعة في الانتخابات النيابية الأخيرة، بألا “نسلمهم رئاسة الجمهورية على طبق من فضة”، مضيفا “نحن خضنا انتخابات 2022 النيابية ضد المحور الذي جعل لبنان منهارا سياسيا وماليا وثقافيا. انتخبنا اللبنانيون على أساس أن نضع حدا لهذا المحور وليس لتسليمه وطننا على طبق رئاسة الجمهورية”.
وكان كتائبيو لوس انجلوس – كاليفورنيا – اقليم الولايات المتحدة أقاموا عشاء على شرف النائب الجميل تخلله احتفال تكريمي لخمسينيي القسم، حضره النائب اديب عبد المسيح، قنصل لبنان العام في لوس انجلوس بشير سركيس، قنصل لبنان الفخري في نيفادا فيليب زيادة، رئيس الجامعة الثقافية في العالم نبيه الشرتوني على رأس وفد، وفد من تجمع “لبناننا الجديد” برئاسة فادي لبنان، وفد من المعهد اللبناني الاميركي للسياسات برئاسة جوزف دانيا، وفود من حزب “القوات اللبنانية” برئاسة جينكلود صوما، والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة سامي القاضي، اصدقاء النائب مارك ضو برئاسة خالد حمادة، رئيس الهيئة الإغترابية في حزب الكتائب ميشال الهراوي، رئيس اقليم الولايات المتحدة الكتائبي طوني فارس وعدد من المسؤولين في الاقليم، عضو المكتب السياسي الكتائبي ابراهيم مرجي، رئيسة قسم لوس انجلوس انطوانيت عبود، رئيس قسم سان دياغو جوزف صفير، رئيس قسم اورانج كاونتي ميشال فغالي، رئيس قسم فينكس انطوان الاشقر، رئيسة قسم اوتاوا ميرنا متى، منسق الولايات المتحدة السابق في الكتائب اسعد رحال، منسق كندا السابق ايلي متى وحشد من الاصدقاء والرفاق من قسم لوس انجلوس والاقسام المجاورة ومن عدة مدن وولايات ومن كندا واهالي المكرمين.
وألقى الجميل كلمة استهلها باللغة الإنكليزية للترحيب بضيوف الحزب الأميركيين وتوجه إليهم قائلا: “كنا دائما معا وسنبقى معا للدفاع عن القيم والمبادىء ذاتها، قيم الديموقراطية والعدالة والحرية، هذه القيم التي آمنا بها واستشهد من أجلها ومن أجل المحافظة على ال 10452 كلم الكثير من الذين حملوا السلاح للدفاع عن أرض الوطن التي سنبقى ندافع عنها بالقيم التي نؤمن بها، وشكرا لكم أصدقاء تشاركونا هذا الحفل الليلة”.
وتوجه إلى الجالية اللبنانية بالقول: “نستنكر من لوس انجلوس ما حصل في عوكر أمام السفارة الأميركية، وهذا أمر مرفوض ولا نقبل به ولا أعرف ما هي الرسالة التي أرادوها من هذا الإعتداء ولكن ما هو أكيد هو ضرب العلاقة التي تربط لبنان والولايات المتحدة ثقافيا وحضاريا وإنسانيا. فهذا الإعتداء يزيدنا عزما لتمتين العلاقة مع الولايات المتحدة التي تحتضن اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق، وهم طبعا أصبحوا بارزين كل في مجاله، ولكن علينا أن نشكر الولايات المتحدة التي أتاحت للبنانيين البارزين في شتى المجالات الفرصة لإبراز قدراتهم ومواهبهم، خصوصا في المراحل التي كان لبنان يشهد الحروب المتتالية على أرضه وفي عناوين مختلفة. لذلك أشكر الدولة الأميركية التي تستمر في تقديم الفرص للبنانيين”.
أضاف: “ومن هنا من الولايات المتحدة، أدعو كل المغتربين اللبنانيين في كل أرجاء العالم ألا تكون علاقتهم بوطنهم سطحية وفاترة، بل أدعوهم لتعزيز الروابط بوطنهم وأرضهم، فوطنهم الأول بحاجة إليهم وإلى دعمهم خصوصا في الظروف الصعبة التي يمر بها في هذه الفترة. فلبنان يمر بظروف صعبة ودقيقة ولكن على الرغم من هذه الصعوبات علينا الا نفقد الأمل والشجاعة لنحمل بقلبنا لبنان. نعم الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية صعبة، والظروف التي نمر بها اليوم لم نمر بها قبلا على الرغم من الحروب العسكرية التي كانت تشن على المؤمنين بوطنهم وحريته واستقلاله وحمايته من الطامعين به. ظروف صعبة يعيشها اللبناني في أرضه على كل المستويات خصوصا بعدما نهبت الدولة مدخراتهم في المصارف”.
وتابع الجميل: “بإمكاننا أن نستاء من لبنان ونبتعد عنه لعدة أسباب والا نحبه بسبب الإرتكابات التي تحصل فيه ولست هنا لأكررها، الجميع يعرفها، ولكن أرجوكم الا نفقد الأمل به ويجب أن تكون لنا القناعة أن لبنان هو وطننا وليس وطن الآخرين على أرضنا. يجب أن تكون لدينا القناعة أن لبنان هو أرض أجدادنا وهو الوطن الذي سيعود أبناؤه إليه للنهوض به من جديد. لبنان الذي يحمل أحلامنا وتطلعاتنا هو اللبنان الذي نريد وسنعمل للمحافظة عليه. ولا يمكننا المحافظة على لبنان لا يشبهنا والذي لم يعد يحمل القيم والمبادىء التي نؤمن بها وتربينا عليها واطلقنا بها الى العالم، وسنعمل جاهدين للمحافظة عليها والتي قدمنا الشهداء من أجلها. “لبنان ما بينحمل بالجيبة بل بينحمل بالقلب”. وأعدكم أن هذا اللبنان الذي سنحافظ عليه وسنعمل المستحيل ليكون الوطن الذي نريده لكل اللبنانيين لأي طائفة انتموا إليها أو لأي حزب انتموا إليه، وسنعمل المستحيل لتكون لنا الدولة التي نحلم بها”.
ولفت الى ان “لبنان اليوم ليس في مرحلة اختيار رئيس جمهورية فقط، بل نحن نعيش في بلد “فلتان” ولا نعرف كيف يسير. السبب الأساسي لكل معاناة لبنان وللشغور في رئاسة الجمهورية ولكل الإنهيار على كل الأصعدة التي يعيشها لبنان اليوم، اعلناه منذ عام 2005، كل القصة هي قصة اعتراف بالمشكلة ولا أقول أننا نريد حلها اليوم، لكن نريد الإعتراف بها. في الماضي كنا نعتبر ان المشكلة هي بسلاح حزب الله. المشكلة ليست سلاح حزب الله، بل حزب الله “بإمو وأبو”. المشكلة اليوم في لبنان ليست مشكلة سلاح يتحكم بلبنان. المشكلة هي بعقيدة وسياسة وأجندة وثقافة ومشروع من خارج لبنان ينفذ بلبنان عبر السلاح وعبر مشاريع أخرى. هذا الصراع الموجود في لبنان والذي يجعلنا عاجزين عن اختيار رئيس الجمهورية. هناك مشروعان اليوم في لبنان، وبهذين المشروعين لا يمكن لنا انتخاب رئيس جمهورية. المشكلة ليست بين سليمان فرنجية ومرشح المعارضة. المشكلة ليست بإسم الشخص. المشكلة هي بالنهج والثقافة والهوية”.
وقال: “عام 2016 لبنان الرسمي اختار خيارا واضحا، وانتخب رئيس جمهورية يمثل مشروعا وباستطاعة الآخرين إعطاء العناوين التي يرونها لهذا الخيار. في العام 2016 تم انتخاب مرشح حزب الله رئيسا للبنان، ومنذ ذلك التاريخ يدفع لبنان ثمن هذا الخيار الذي يتجه نحو المحور الذي أوصل لبنان الذي وصل اليه. ونحن نعيش اليوم الأجواء ذاتها. هناك مرشح بغض النظر عن اسمه وشخصيته، يريدون أن نختاره. يريدون أن نختار محورا نحن نرفضه من أساسه. نحن خضنا انتخابات 2022 النيابية ضد المحور الذي جعل لبنان منهارا سياسيا وماليا وثقافيا. انتخبنا اللبنانيون على أساس أن نضع حدا لهذا المحور وليس لتسليمه وطننا على طبق رئاسة الجمهورية”.