حزب سياسي يتسلّح… مَن هي “كتيبة الشهيد أبو طه”؟
كتب نادر حجاز في موقع mtv:
“كتيبة الشهيد أبو طه”، هو الإسم الذي اختاره حزب التيار العربي برئاسة شاكر برجاوي، للفصيل العسكري الذي أعاد إحياءه منذ أيام استعداداً للعودة الى العمل العسكري في وجه إسرائيل.
يعود الإسم لمحمد أبو طه الذي سقط في مركز الحزب في الطريق الجديدة عام 2012، إلا أن برجاوي يجزم في اتصال مع موقع mtv “أننا خلعنا البدلة العسكرية وانتهى موضوع السلاح ولا عودة الى الاقتتال في الداخل تحت أي عنوان كان”، مبرراً هذه الخطوة بالقول: “أعدنا إحياء المكتب العسكري لهدف محدد ومؤقت هو مواكبة المواجهة الحاصلة الآن، ومع انتهاء هذه المواجهة ينتهي المكتب العسكري وتعود الأمور الى ما كانت عليه وإخواننا في المكتب يعودون إلى أشغالهم”.
ولكن هل من جهة محددة طلبت منكم القيام بهذه الخطوة؟ يجب برجاوي: نحن حزب التيار العربي “ما حدا بيطلب منّا”. ليعقّب بالقول: “نحن على تنسيق مع غرفة عمليات المقاومة والدور الذي يمكننا أن نساعد فيه سنقوم به، إن كان على الجبهة أو أي دور آخر في مواجهة إسرائيل. فنحن نعتبر أنفسنا مقاومين في البلد كما جميع الذين قاوموا في السابق، وسنؤدي واجبنا في أي مواجهة قد تحصل. وأي مواجهة مع الإسرائيلي أو أي عدوان خارجي على لبنان سنعود لأخذ دورنا الطبيعي في الدفاع عن لبنان كما كل وطني آخر”.
الكتيبة المشكّلة حديثاً، وقامت بمناورة عسكرية منذ أيام، لم تنتقل بعد إلى الجنوب، كما كشف برجاوي، إنما أجرت استطلاعاً ميدانياً فقط، وهي تقوم بالاستعدادات اللازمة. وعند سؤاله عن تسليح العناصر، يقول: “ما في بيت لبناني ما في سلاح فيه”.
يبدو برجاوي مهادناً في الداخل، فيشيد بموقف يمنى بشير الجميل وجولة النائب جبران باسيل وبحراك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، قائلاً: “العمل العسكري كان مجمّداً والعلاقة سياسية مع المقاومة لكننا الآن في مرحلة مواجهة. والدفاع قد يكون في الإعلام أو في المستشفى أو بحمل السلاح إذا حصلت أي مواجهة مع الإسرائيليين. ونحن سنواكب أيضاً في العمل الاجتماعي وبفتح المدارس والموضوع الصحي وسواه”، مستطرداً “لا بد من تحصين الساحة الداخلية وتوحيد الجهود، فوحدة اللبنانيين تمنع العدوان”.
ولكن هل لبنان يحتمل حرباً جديدة ومواجهات عسكرية موسعة؟ يقول برجاوي: “البلد لا يحتمل الدخول في مواجهة. ولكن اليوم هناك يمين مجنون في اسرائيل ولا نتعاطى مع خصم عاقل إنما خصم غير عاقل قد تلقّى صفعة كبيرة جداً، ولا يمكن توقع ماذا سيفعل. ولكن نحن أبداً لسنا مع حرب، وأما اذا قرّر الاسرائيلي الاعتداء علينا فلن نقول له “أهلا وسهلا” ولكن قرار الحرب هو عند الاسرائيلي”.
ومع دخول كتيبة الشهيد طه الى المعركة يكون ارتفع عدد الفصائل والحركات التي تشارك حزب الله جبهة الجنوب، إلى جانب سرايا القدس وقوات الفجر والحزب السوري القومي الاجتماعي. ولكن أي ضوابط تمنع انفلات الجبهة الجنوبية؟ وأي رسالة للحزب من خلال سماحه لهذا الدخول المستجد على خط المعركة لقوى أخرى سواه، بعدما كان يحرص على حصر المواجهة المباشرة به منذ مطلع التسعينات؟