ما بعد لقاء فرنجيّة – عون… وثالثٌ “منشّف دمّو”
كتب داني حداد في موقع mtv:
“منشّف دمّو”، كلمتان قالتهما شخصيّة سياسيّة من فريق ما كان يُعرف بـ ٨ آذار لوصف شعور النائب جبران باسيل، بعد صدور قرار تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزيف عون.
تتحدّث هذه الشخصيّة، التي تواصلت مع باسيل، عن خطأ ارتكبه الأخير في شخصنة معركته ضدّ عون. وتشير، في المقابل، إلى أنّ الخطر الأكبر في ما حصل هو رضوخ حزب الله للتدخلات الخارجيّة التي حصلت دعماً للتمديد.
ممّا لا شكّ فيه أنّ باسيل هو أكبر الخاسرين في معركةٍ استخدم فيها مختلف الأسلحة، إلى أن أتته الطعنة من حزب الله في توقيتٍ دقيقٍ يعجز فيه عن الهجوم على “الحليف” الذي يخوض معركةً ضدّ عدوٍّ بالغ بعض المحيطين بباسيل في تأليهه فيها. كلامٌ “تويتريّ” إنشائيّ لم ينفع حين حان أوان الجدّ.
ولكن، في قراءة السياسي القريب من “الحزب” و”التيّار” بعدٌ آخر. هو يرى أنّ هذه المعركة قضت على آمال رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة الرئاسيّة، إذ أنّ باسيل لم يعد في وارد تقديم هديّة لـ “الحزب” الذي طعنه، ولا بالتأكيد لبري الذي أخرج “فيلم التمديد”. إن لم يلقَ فرنجيّة دعم باسيل فإنّ حظوظه الرئاسيّة لن تتوفّر، في ظلّ تعذّر حصول أيّ تغيير في مواقف الكتل الأخرى التي سبق أن تقاطعت على الوزير السابق جهاد أزعور. وحده باسيل كان قابلاً للتراجع عن موقفه.
لعلّ هذا الواقع المستجدّ، بعد التمديد، هو الذي أنتج التواصل واللقاء بين فرنجيّة وقائد الجيش اللذين جمعهما، قبل أيّ أمرٍ آخر، خصومتهما لباسيل، كي لا نقول النكاية به.
ويرى مصدرٌ سياسي على صلة بفرنجيّة وعون أنّ اللقاء الذي جمعهما سيؤسّس لعلاقة مستقبليّة قد يكون لها انعكاسٌ مباشر على الاستحقاق الرئاسي. ويضيف: قد نصل، بعد فترة غير بعيدة، إلى تحالفٍ بين الرجلين، من دون أن يضعا القوات اللبنانيّة “في ظهرهما”، إلا أنّ هدفهما الأوّل سيكون باسيل.
ما يُقرأ بين سطور كلام المصدر هو أنّ فرنجيّة سينسحب في توقيتٍ ما لصالح عون. ويتلاقى مع ما تسمعه من المقرّبين من رئيس “المردة” عن أنّه لن يكون حجر عثرة أمام الاتفاق على انتخاب رئيس. كما مع مواقف برزت في اليومين الماضيين عن انفراجٍ رئاسيّ محتمل بعد أشهرٍ قليلة، ومنها موقف النائب ميشال ضاهر، الداعم لعون، والذي رأى “أنّ المعطَيات الأخيرة تشير الى أنّ ملفّ رئاسة الجمهوريّة قد وُضِع على نارٍ حامية على أمل أن نجري هذا الاستحقاق قبل نهاية الربيع المقبل. وفوْرَ انتخاب رئيس نذهب لتشكيل حكومة فاعلة تعيد بناء المؤسسات للبدء جدّيًا في عملية الإنقاذ ولنَطْوي صفحة سوداء من تاريخ هذا الوطن”.
ربما تكون الخطوة الأولى في ما توقّعه ضاهر اللقاء الذي جمع فرنجيّة وعون. ولكنّ هذا الطريق لا بدّ له، كي يصل إلى هدفه، إلا أن يمرّ بحارة حريك. فهل يؤدّي الضغط الذي حصل من أجل التمديد الى ضغطٍ مماثلٍ من أجل انتخاب رئيس؟