“انقطع نطق ابنتي”… أمّ تروي ما حدث قبل عام في الحضانة نفسها
تقرير مارلي دكاش:
تعتبر مرحلة الحضانة، مرحلة انتقالية ضرورية للطفل فهي تعزز الانفصال الإيجابي والضروري عن الأم والمنزل، ونجاح هذا الانفصال المؤقت عن الأم والعائلة هو بحدّ ذاته إنجاز بالنسبة إلى الحضانة، إلى جانب دورها في تنمية التركيز والفهم والإدراك والتخيُّل عند الطفل.
لكن اليوم جميع الأهالي في لبنان يضعون قضية “تعنيف الأطفال داخل الحضانات” ضمن اولوياتهم اثر انتشار فيديو لتعنيف أطفال داخل حضانة في المتن عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وجعل اللبنانيون قضية الحضانات وسلامة أطفالهم قضيتهم الاولى والتي لا يمكن التغاضي عنها.
وسيطر القلق والتّوتّر على الأهل بعد انتشار الفيديو المصوّر من داخل حضانة “Gardereve” في الجديدة- المتن ممّا أثار بلبلةً لدى الرّأي العام ودفع المعنيين إلى التّصرّف سريعًا وأخذ الإجراءات القانونيّة اللّازمة بحقّها.
حنان نشواتي، والدة الطفلة ساشا التي تعرّضت للعنف منذ حوالي السّنة، خرجت عن صمتها وروت لموقع “IMLebanon” تفاصيل الحادثة التي تعرّضت لها ابتنتها من قبل المربّيات في الحضانة المذكورة قائلةً: “في الفترة الأولى كانت ابنتي تبكي عند وصولها إلى الحضانة، هذا الأمر كان طبيعيًا في الفترة الأولى إلى أن انقطع نطق ابنتي من دون سابق إنذار بعدما كانت تنطق بعض الكلمات بوضوح ممّا أثار لي الشّكّ”.
وتابعت الأمّ: “كانت ترفض ساشا الدخول إلى المنزل وإلى المرحاض وكانت تعبّر بالبكاء فقط، ووصلت إلى مرحلة متقدّمة من الخوف حيث باتت تستيقظ في منتصف اللّيل وتشير لنا بيديها لمغادرة المكان، فكنّا نركب السّيّارة ليلًا وندور لكي تعاود النّوم”.
“ذات يوم عادت ابنتي بعلامات زرقاء على جسدها، هنا أصبحت فرضية تعرُّضها للتعنيف واردة جدًّا”، تقول الأم. وعند مساءلة الحضانة عن الأمر، برر المسؤولون العلامات الزرقاء بأن الاطفال كانوا يلهون مع بعض الا أن هذه الحجة لم تقنع الوالدة التي سحبت طفلتها من الحضانة.
وعن طريقة العلاج، أكّدت حنان أنّها لجأت لمعالجة نفسيّة وقامت بجهدٍ شخصيّ من خلال الأبحاث التي أجرتها للتوصل إلى كيفيّة التعامل مع حالة ابنتها لتتخطّى “العقدة” التي أثّرت بها، مشيرةً إلى أهمّيّة الكشف المبكر عن تعرّض الطّفل إلى العنف واللجوء السريع إلى العلاج.
ولفتت إلى أنّ “مدّة العلاج استغرقت حوالي السنتين وما زلت حتى اليوم تتّبع الخطوات اللازمة لعدم تكرار عواقب هذه الحادثة”.
من غير المستطاع مقارنة نِسَب شيوع العنف ضد الأطفال في الحضانات، لأن أغلب الحالات لا يُبلَّغ عنها وعند التبليغ عنها فإنها لا توثَّق بطريقة إحصائية علمية دقيقة، وبالتالي غياب الإحصاءات للقيام بهذه المقارنة.
ولكن بعد هذه الحادثة يبقى السّؤال واحد: أين الرّقابة في دور الحضانة والى متى يبقى الطفل ضحيّة مشاكل وعقد الكبار؟
فلا تسكتوا وبلّغوا فورًا عن الحوادث لتجنّب انتشار ثقافة العنف وتفشّي أمراض البعض!