الرّئاسة في لبنان… فرنسا تطلب وساطة إيران
كتب أنطوان غطاس صعب في “اللواء”:
يُرتقب وبعد التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان في المجلس النيابي، أن يكون ذلك منطلقاً أساسياً من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ولا سيما أن الأربعة والستين صوتاً التي نالها قائد الجيش في مجلس النواب ، تعتبر إشارة واضحة ليس فقط ليكون من أكثر المرشحين المحظوظين في الرئاسة، إنطلاقاً من الحرب الدائرة في غزة وما يحصل في الجنوب.
مع إضافة أن موضوع انتخاب الرئيس له أبعاده الخارجية، ولهذه الغاية، ينقل وفق المعلومات بأن وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، التي حذّرت لبنان من مغبة أي مشاركة في حرب غزة أو فتح الجبهة اللبنانية بما يجرّ الويلات على لبنان، نقلت تحذيراً شديد اللهجة إلى المسؤولين اللبنانيين ومن اجتمعت بهم خلال زيارتها إلى بيروت، ولكن الأهم أيضاً أنها قالت لا يمكن أن يبقى لبنان على ما هو عليه في ظل فراغ المؤسسات الدستورية، مشدّدة على أهمية انتخاب الرئيس، ومؤكدة بأن ثمة توجها فرنسيا لتفعيل موضوع الاستحقاق الرئاسي في أقرب وقت ممكن، إن عبر موفدها جان إيف لودريان الذي سيعود مطلع العام إلى بيروت لإستكمال مساعيه الرئاسية، أو من خلال الدور الذي يقوم به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عبر اتصالاته مع زعماء العالم.
كذلك أكّدت كولونا بأنها ستنقل ما سمعته من المسؤولين اللبنانيين حول ما جرى في الأيام الماضية من استحقاقات داهمة تمثلت بالتمديد لقائد الجيش، إلى الرئيس الفرنسي ماكرون بعدما بات لديها فكرة واضحة حول الظروف التي تعيق انتخاب الرئيس وإن كانت باريس تدركها، إنما هناك ضرورة للكلام مع إيران في هذا السياق باعتبارها دولة مؤثرة في المنطقة وقادرة على وقف مسار التعطيل الرئاسي.
ويبقى أخيراً، ما حملته كولونا من تحذيرات وخصوصاً ضرورة تطبيق القرار ١٧٠١، يدلّ وفق المعلومات الفرنسية بأن لبنان مقبل على أسابيع حاسمة، إن على صعيد الاستحقاق الرئاسي أو القرار ١٧٠١ الذي يبقى من الأهمية بمكان في هذه المرحلة من خلال ضرورة تحييد لبنان عن حرب غزة، وهذا القرار أيضاً سيكون مدار بحث عميق عبر الحركة الدبلوماسية التي من المتوقع أن يشهدها لبنان بعد عطلة الأعياد.