بكركي اقترحت.. تعدَّدت الحلول والعَقبة واحدة!
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
اقترح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته الاحد حلا للأزمة الرئاسية، بدا فيه يُمسك العصا من وسطها، مراعيا فيه كلا من الطرفين المتنافسين رئاسيا، بعدما رفع سقف مواقفه في عظاته الاخيرة الى الحد الاقصى، بحسب ما تقول مصادر معارضة مراقبة لـ”المركزية”.
فقد توجه الراعي الى النواب قائلا “يوجد لديكم مرشّحان مارونيّان محترمان لرئاسة الجمهوريّة، فادخلوا المجلس النيابيّ وانتخبوا واحدًا منهما رئيسًا وفقًا للدستور الذي ينصّ في مقدّمته على أنّ “لبنان جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة” فإذا لم يُتنخب أحد منهما بعد 3 دورات متتالية على الأقلّ، فاحترامًا لكرامتهما، عندئذ تتحاورون لإيجاد مرشح ثالث غيرهما. ويكفيكم إضاعة الوقت والمؤسّسات تتساقط الواحدة تلو الأخرى بانتظار الإلهام من الخارج كقاصرين”.
بكركي اذا، طالبت بفتح ابواب مجلس النواب من جديد، لعقد جلسات انتخاب، غير انها حددت عدد دوراتها بثلاث، فإذا فشلت، ينتقل الجميع الى طاولة حوار لمناقشة الاستحقاق وسبل الخروج من المأزق المتمادي فصولا، منذ اشهر.
في الشق الاول من مبادرته، يساير الراعي المعارضين. اما في الشق الثاني، فيرضي الثنائيَ الشيعي وحلفاءه، الذين يصرون على الجلوس الى طاولة حوار للتوافق على اسم مرشح.
لكن هذا الطرح، وفق المصادر، لا يشكّل مع الاسف حلا. ليس بسبب القوى المعارضة التي تقاطعت مع التيار الوطني الحر على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، بل لأن الفريق الآخر، الداعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يرفض حتى الساعة، تركَ اللعبة الديمقراطية تأخذ مداها، ويصر على معادلة “فرنجية في بعبدا، أو لا أحد”.
كل المؤشرات والمواقف الصادرة عن هذا “المعسكر”، تتابع المصادر، تدل على انه لم يبدّل موقفه قيد أنملة، وقد أقرّ قياديو 8 آذار، بأن الهدف من الحوار هو اقناع معارضي فرنجية، بدعمه! وطالما ان هذا التشدد على حاله، فإن لا الحوار سيُعقد، بسبب رفض المعارضة التسليم بمشيئة حزب الله والرضوخ لها، ولا الانتقال الى الدورة الثانية سيحصل ايضا، خاصة مع اقتراب أزعور، في الجلسة الانتخابية الاخيرة في الدورة الاولى، من سكور 60 نائبا، اي انه في الدورة الثانية كان يمكن ان يحصد 65 صوتا، اي النصف زائدا واحدا، فيصبح رئيسا للجمهورية. وخوفا من هذا السيناريو، طيّر نواب الثنائي الشيعي النصابَ اثر الدورة الاولى.
عليه، تشير المصادر الى انه حتى يقتنع فريق 8 آذار، بالركون الى الدستور والديمقراطية وأًصولها، والى ان يقبلوا بفكرة ان مرشّحهم قد يربح او قد يخسر في السباق هذه المرة.. سيستمر الشغور، وكلُ طاولات الحوار لن تُخرج الرئاسة من شباك الفراغ…