الزراعة الأولى لبنانيًّا… هل ضُربت؟

لبنان أبريل 4, 2024

كتبت كريستال النوّار في موقع mtv:

يعتمد عددٌ كبير من اللبنانيّين على الزراعة لتأمين الاكتفاء الذاتي من الغذاء، خصوصاً في القرى الريفيّة. وزراعة الزيتون، التي تحتلّ المركز الأوّل لبنانيًّا، بدأت صرخة مزارعيها تتعالى ملوّحين بالتّصعيد.

يُشير مزارعو الزيتون في عددٍ من المناطق إلى أنّهم “لن يتمكّنوا من حراثة أرضهم بسبب ارتفاع كلفة الحراثة أضعاف الأعوام  السابقة”، لافتين إلى أنّ “هذا يعود إلى ارتفاع الأعشاب بشكلٍ كبير لم يُسجَّل سابقاً نتيجة التغيّرات المناخيّة وبسبب ارتفاع أسعار المحروقات”، وهذا ما يؤكّده أيضاً مسؤولٌ عن أحد البساتين في حديثٍ لموقعنا.
كما يعتبر المزارعون أنّ “تخلّي الدولة اللبنانية عن القطاع الزراعي الوطني الحيوي سيكون له نتائج كارثيّة على القطاع وعلى الأمن الغذائي الوطني”.

ووفق أرقام صادرة عن وزارة الزراعة، يبلغ عدد المزارعين العاملين بالزيتون 170 ألفاً، والمساحات المزروعة بأشجار الزيتون تُعدّ ضخمة مقارنةً بباقي الزراعات، إذ تغطّي بساتينها 667 مليون متر مربع. وتُشكّل الأراضي المزروعة بالزيتون 6.5 في المئة من مساحة لبنان، و23 في المئة من المساحة الزراعيّة المستغلّة بشكلٍ موسمي ودائم، والتي تزيد بقليل على مليارين ونصف مليار متر مربع، و46 في المئة من إجمالي المساحة الزراعيّة الدائمة.

يُعلّق رئيس مصلحة الزراعة في محافظة النبطية حسين السقا، ردًّا على صرخة مزارعي الزيتون، بالقول: “كلفة الحراثة ما زالت نفسها إذا أردنا أن نُقارنها بما قبل الأزمة، مع الإشارة إلى أنّها مُرتبطة بسعر المازوت، ومن الطّبيعي أن ترتفع الكلفة بعدما رُفع الدّعم عن المازوت”.
ويُضيف السقا، في حديثٍ لموقع mtv، أنّ “الدواء الذي يُستخدَم للعشب لم تتغيّر كلفته، ولكنّ المزارعين ما عادوا يرشّونه بسبب قلّة السيولة”، موضحاً أنّ “تراجع تمويل البلديات أثّر بشكلٍ مباشر على هذا الأمر… إلا أنّ لا علاقة له بالتغيّرات المُناخيّة كما يقولون”.
ويُتابع: “البلديات كانت تساعد المزارعين كثيراً، ولكن للأسف لا تتلقّى التمويل الكافي اليوم، لكي تهتمّ بالقطاع. أمّا بالنّسبة إلى الدّولة فإنّها لم تتخلَّ عن القطاع الزراعي وهي تُتابعه عن كثب ضمن الإمكانات المتوفّرة وحتّى النّهاية”، قائلاً: “لم نتوقّف أبداً عن إعطاء الإرشادات اللازمة وما زلنا نتواصل مع المزارعين وهناك زيارات متبادلة ونردّ على مشاكلهم”.

ماذا عن الإنتاج المحلي للزيتون، خصوصاً في المناطق الجنوبيّة التي تتعرّض للقصف الإسرائيلي؟ يُجيب السقا: “هناك ضرر مُباشر أصاب البساتين التي قُصفت واحترقت نتيجة الاعتداءات، وضرر غير مُباشر يتعلّق بترك المُزارعين في بعض المناطق أراضيهم ممّا ينتج عن ذلك خسائر كبيرة”.

لا مفرّ إذاً من تراجع إنتاج الزيتون محلياً، ويقول السقا: “كلّ المحاصيل الزراعيّة تتأثّر سلباً وليس الزيتون فقط”.

:شارك الخبر