كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
في الماضي، كانت الدعارة وتجارة المخدرات تحصل في شوارعَ معيّنة بعيدا من الاضواء والزحمة… اليوم باتت في منازلنا جميعا، وفي كلّ مكان وزمان، وتحديدًا بين أيدينا، نحن واولادنا… وما سنكتبه في هذه السطور، سيُرعبكم… وربما هذا هو المطلوب!
في الغابة التي نعيشُ فيها، ينتشر مرضى نفسيّون لا نعرف عددهم بالتحديد، لكننا نعرف عنهم انهم من ملوك الـtiktok، بعدما حوّلوه إلى وسيلتهم الذهبيّة لاقتراف جرائمهم وتفجيرِ أوساخهم، ومنها خصوصا اغتصاب الأطفال.
فقد تمّ بالأمس، توقيف أحد أشهر الـtiktokers في لبنان وهو يملك صالونًا للرجال لتصفيف شعر الرجال، بتهمة استدراج الأطفال واغتصابهم، بعدما فضحه Tiktoker شهيرٌ آخر كان أوقف قبله بساعات، وهكذا تكرّ السبحة منذ الأمس، ليصبح عدد الموقوفين حتى الساعة خمسة، ووفق المعلومات الأولية هم يشكلون عصابة منظّمة تمتهنُ تجارة الممنوعات واغتصاب الاطفال.
التحقيقات لا شكّ مستمرة، وقد نكون في الأيام المقبلة مع فضائحَ أكبر واكتشافات قد تصعب كتابتها أو قراءتها، ولكنّ الواقع واحدٌ، هي غابة نعيش فيها، جعلت من أيّ كان، يتحوّل إلى شخصية شهيرة، تجعل من كثر يرغبون في التعرف عليها أكثر او لقاءها، أو الغرق في أوساخها. نحن لا نعمّم، ففي التعميم ظلمٌ، لكنّ حالة الفوضى التي نشهدها في العالم الافتراضي وتحديدا على تطبيق Ticktok، جعلت من الجميع مشاريعَ ضحايا خصوصا الاطفال، الذين إن تعرّضوا لتحرّش ما أو ابتزاز من أيّ نوع كان، على الأغلب سيجدون صعوبة في الكلام عن الموضوع.
يلفت المستشار في الإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي بشير تغريني إلى الجهود الاستثنائية التي يقوم بها مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية رغم القدرات المتواضعة، مشددا على وجوب تخصيص ميزانيةٍ أكبر له من قبل الحكومة تتناسب وكلّ ما يقوم به.
ويشير تغريني، في حديث لموقع mtv، إلى أن الفوضى هي السائدة اليوم في العالم الافتراضي، من دون أن تكون لمشاهير هذه التطبيقات بصمة الكترونية تعطي معلومات عنهم تميّزهم وتجعلهم أهلا بالهمية التي تُعطى لهم، ما جعل كثرا يستفيدون من شهرتهم من أجل تشكيل عصابات والإيقاع بالضحايا خصوصا الأولاد منهم. ويضيف: “ليست الحروب فقط ما يهدّد الشعوب وإنما ما يحصل اليوم على هذه التطبيقات، لانها باتت تشرّع كلّ شيء، من دون أن تكون هناك قوانين معيّنة لمحاكمتهم، مختصة بالمعلوماتية، ففي دول العالم، وعند اكتشاف جرائم من هذا القبيل، يصار إلى التعويض عن الضحايا والاعتذار منهم، وتقديم المعالجة النفسية اللازمة لهم، أما في لبنان فلا شيء من كلّ ما سبق ذكره”.
ويتابع: “قد يتحمّلُ الاهل إلى حدّ ما قدرًا من المسؤولية عن ترك أولادهم فريسةً على مواقع التواصل بلا مراقبة أو متابعة، ولكنّ المسؤولية الكبرى تقع على من حوّلوا هذه البلاد إلى غابةٍ حقيقية، بلا قوانين واضحة تحاسب هذا النوع من الجرائم”.
قبل أسابيع، تمّ استجواب مارك زوكربرغ وعدد من رؤساء مجالس أهم التطبيقات في العالم بسبب الفلتان الحاصل عليها وانتحار عددٍ من الاولاد بعد تعرّضهم للتنمر والإساءة… في لبنان، للأسف لا نزال بعيدين كثيرا عن المحاسبة الفعلية. قد نكتبُ كثيرا بعد عن “قرفٍ” بدأ online، وقد يأتي يومٌ نتمنّاه قريبا، يوضع فيه حدّ لهذه السخافة القاتلة… “ومن هلّق لوقتا، انتبهوا على اولادكم”!