“الله لا يوفّقكن… الرصاصة إجت براس إبني”

لبنان مايو 2, 2024

كتبت كريستال النوّار في موقع mtv:

يحصد الرصاص الطائش أرواح 7 أشخاص كلّ عام في لبنان! ويتكرّر النّقاش مع كلّ ضحيّة بشأن سبب استمرار هذه “الثّقافة القاتلة”، مع الإشارة إلى أنّ الأرقام الفعليّة للضّحايا قد تكون أكثر بكثير ولكن لم يُعرَف بها أو لم يُبلَّغ عنها بسبب التّهديد مثلاً.

الروايات مروّعة، ومعظمها يعود لأطفال سقطوا ضحية الرصاص الطّائش من أسلحة أشخاص بالغين بلا مسؤوليّة، ولا يعرفون معنى الإنسانيّة.
هذا ما تجلّى واضحاً في الفيديوهات التي انتشرت من عكّار، والتي توثّق إطلاق النار الكثيف الذي رافق تشييع مصعب وبلال خلف اللّذين قُتلا بغارة إسرائيليّة. لم يأبه أحدٌ للـ”آر بي جي” التي كانت “مزروعة” وسط الجموع، والنّاس “فوق بعضها” ولم يخجل البعض من أن يلتقط صوراً لهذه “اللحظة العظيمة”.
المسخرة لا تكفي لوصف الحالة المسلّحة التي كانت مُنتشرة والأطفال الذين كانوا يلتقطون الرّصاص عن الأرض. مَن يدفع الثّمن هنا؟ طبعاً الأبرياء الذين لا دخل لهم بكلّ ما يجري… يدفعون ثمناً باهظاً من أمنهم بسبب عراضات عسكريّة في الشّوارع وبين السكّان.

تعليقاً على هذه الظّاهرة، يقول الباحث في “الدوليّة للمعلومات” محمد شمس الدين إنّ طفلاً أُصيب أثناء تشييع شهداء الجماعة الإسلامية في ببنين في عكّار. وبصوتٍ مرتجف وغاضب، صرخ والد الطّفل وقتها: “الله لا يوفّقكن… الرصاصة إجت براس إبني… الله يكسّر إيديكن، يا ويلكم من الله يا مجرمين”. ولا ننسى أيضاً الطفلة نايا جان حنا، إبنة السبع سنوات، التي سقطت ضحية في 2023 في وقتٍ كانت تلهو في مخيّم صيفي عندما أصابتها رصاصة أطلقها شخص من حي مجاور احتفالاً بنجاح أحد معارفه بالامتحانات الرسميّة.
ويُضيف شمس الدين في حديثٍ لموقع mtv، أنّ “7 أشخاص هو المتوسّط السنوي لضحايا الرصاص الطائش، في السنوات الأخيرة”، لافتاً إلى أنّ “العام الماضي، سقط 9 ضحايا و43 جريحاً”.

قصصُ المأساة نتيجة هذه العادة المُريعة وغير الإنسانيّة، لا تنتهي، بل تتوسّع لتطال الآمنين في منازلهم. فقد سقطت سيّدة وهي أمّ لـ 4 أطفال، ضحيّة عندما أصابتها رصاصة طائشة جراء خلاف بين عائلتين في عكّار، وهي كانت نائمة في سريرها بجانب زوجها!

القاتل يبقى مجرماً مجهول الهوية وطليقاً في المجتمع، يتجوّل وكأنّه قنّاصٌ جاهزٌ لاختيار ضحيّته “عَ العميانة”.

:شارك الخبر