الحاج حسن ثمن الدعم المصري للبنان: لا بديل عن الحوار
ثمن وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحاج حسن “دور مصر الإيجابي في دعم لبنان، والذي لا يتوقف عند حد المساندة السياسية والمساهمة فى الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء نزيف الأزمة المستمرة منذ سنوات، وإنما يأخذ مسارات عملية تجلت في إرسال الكثير من شحنات المساعدات الغذائية والطبية”، مقدرا “ما يقوم به المستشفى العسكري الميداني المصري الذي ينهض بعبء المساعدة فى معالجة المحتاجين من اللبنانيين”.
وقال الحاج حسن في حديث الى صحيفة “الأهرام” المصرية على هامش زيارته الأخيرة الى القاهرة، عن عرقلة انتخاب رئيس جمهورية: “بوسعى التأكيد وأنا عضو فى الحكومة، أن الموضوع داخلي بامتياز حتى الآن، فثمة أطراف لبنانية لم تتعامل مع هذا الملف من منظور الواقعية السياسية، فالأمر يستوجب بلورة خطوات متوازية من كل الفرقاء السياسيين، باتجاه الانخراط فى حوار وطنى جامع”.
أضاف: “لقد دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى هذا الحوار منذ فترة طويلة وما زال، غير أن هذه الدعوة لم تحظ بالتجاوب المطلوب لإنجازه، والجلوس الى طاولة واحدة بمشاركة كافة القوى السياسية لوضع محددات الخروج من أزمة الشغور الرئاسي”.
وتابع: “ما يؤكد صوابية الدعوة للحوار الوطني، هو أن المبادرة الفرنسية المطروحة بصدد إنهاء هذه الأزمة تتقاطع معها، وقد جاء إلى بيروت المبعوث الرئاسي الفرنسي جان أيف لودريان فى 21 يونيو الماضي، وأجرى جولة استطلاعية مع مختلف الفرقاء السياسيين، في ظل الحاجة الملحة للتوصل إلى نوع من التوافق يفضي لانتخاب رئيس للجمهورية”.
وعما يتردد من أن الثنائي الذي يضم حركة “أمل” و”حزب الله” هو الذي يعرقل محاولات الخروج من أزمة الشغور الرئاسي، قال: “بالعكس هذا التحالف الذي يعبر عنه الثنائي الوطني، وأنا أحبذ هذه التسمية، يتحرك وفق متطلبات واقعية سياسية مطلقة، فقد آمن ويؤمن وسيؤمن بأي نتائج لأي انتخابات رئاسية، تفرزها صناديق الاقتراع داخل المجلس النيابي. هذا أولا، أما ثانيا، فإن هذه القوى تتعاطى مع كافة المكونات اللبنانية باعتبارهم شركاء فى المواطنة، والتي ما زالت حتى الآن مجتزأة ومنقوصة فى لبنان، ومن ثم يتحرك باتجاه إعادة بنائها من المدماك الأول”.
سئل: ثمة من يتهم هذا الثنائي بعرقلة عملية الاقتراع على الرئيس المقبل لأنه وقف إلى جانب مرشح طبيعي اسمه سليمان فرنجية، فما هي المواصفات المطلوبة في الرئيس المقبل؟
أجاب: “لا شك أنه في صدارة هذه المواصفات ما يتعلق بقدرته على التعامل مع خمسة ملفات أساسية ملتهبة، أولها القدرة على التفاهم مع سوريا الشقيقة، على صعيد ملف اللاجئين السوريين وترسيم الحدود معها. والملف الثاني هو امتلاك القدرة على الحديث إلى حزب الله فيما لو طرح موضوع سلاح المقاومة”.
اضاف: “الملف الثالث هو إمكانية التفاهم مع الدول العربية، تحديدا منظومة دول مجلس التعاون الخليجي. والملف الرابع هو بمقدروه الحديث مع الفرنسيين الذين يتبنون مبادرة لحل أزمة لبنان من كافة جوانبها. والملف الخامس هو ما إذا كان قادرا على الحديث مع الأميركيين، وهو قادر على ذلك”.
سئل: كيف انعكس المشهد السياسى المتأزم في لبنان على أوضاعه الاقتصادية وفي مقدمها الزراعة؟
أجاب: “المؤكد أن هذه الأزمة أثرت بشكل حاد وقوي على الأوضاع الاقتصادية، وأخطر تداعيات هذا التأثير يتمثل فى غياب الثقة بالاقتصاد الوطني ما أفضى إلى محدودية الاستثمار الاتي من الخارج في ظل هذا الانكماش السياسي المعطوف عليه انكماش اقتصادي ومالي”.
وعن تأثر تصدير المنتجات الزراعية اللبنانية إلى المنطقة العربية، قال: “لقد تأثر كثيرا إلى أغلب الأسواق العربية ولا سيما السعودية منها، ولكن الأمور آخذة فى التقدم خطوة خطوة، وكان لي لقاء ودي وإيجابي للغاية مع وزير الزراعة السعودي الذي أبدى اهتماما بإعادة فتح سوق بلاده أمام المنتجات اللبنانية، مع خطوات يتعين القيام بها من قبل الجانب اللبناني بالذات في ما يتصل بنضارة هذه المنتجات وببعض الجوانب الأمنية المتعلقة بها”.
وعن لقائه مع نظيره المصري، قال الحاج حسن: “كان مثمرا ومجديا للغاية، فقد تناولنا كل ما من شأنه دفع التعاون المشترك بين مصر ولبنان في المجالات الزراعية المختلفة، بهدف تفعيل التعاون فى مجال زيادة الصادرات الزراعية، وإزالة أي معوقات أمام تسهيل حركة التبادل الزراعي بين البلدين الشقيقين”.
اضاف: “أبديت خلال اللقاء رغبة لبنان في استثنائه من قرار مجلس النواب المصري الذى يتضمن تحصيل نسبة 10 فى المائة من قيمة المنتجات الزراعية التى تدخل إلى السوق المصرية. وقد وعدنى الوزير خيرا في هذا السياق، لا سيما أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصل برئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي الذي أبدى تفهما للمطلب اللبناني، وهو الأمر نفسه الذي بحثته مع وزير المالية الدكتور محمد معيط، إلى جانب أمور أخرى”.
وتابع: “نحن ننظر إلى السوق المصرية على أنها سوق واعدة أمام المنتجات اللبنانية، وفي الوقت نفسه لا نبحث عن تنافس مع مصر بقدر ما نركز على التكامل بين البلدين الشقيقين”.