أرضٌ مُحتلّة في النّاعمة… والمنطقة تحت الخطر!
كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
ضجّت مواقع التّواصل الاجتماعيّ بخبر إخلاء “الجبهة الشّعبيّة لتحرير فلسطين”، موقع النّاعمة، وتسليمه إلى الجيش. لكن هذا ما لم يحصل، إذ أنّ “القيادة العامّة” نفت الإخلاء. فما قصّة هذا الموقع العسكريّ وما حقيقة ما جرى؟ وهل المنطقة مُهدَّدة بالخطر؟
يؤكّد رئيس بلديّة النّاعمة وحارة النّاعمة السّابق شربل مطر أنّ “ما تمّ تداوله في الإعلام بشأن هذا الموضوع جزء منه صحيح والجزء الآخر منه خاطئ”.
ويقول، في حديث لموقع mtv: “موقع الجبهة الشّعبيّة لتحرير فلسطين موجود في منطقة النّاعمة – حارة النّاعمة منذ عام 1975 تقريباً، وبعد الاجتياح الإسرائيليّ عام 1982 غادرت “القيادة العامّة” المنطقة، إلا أنّها عادت إلى مراكزها، وتحديداً إلى الأنفاق، بعد عام 1982، أي بعد التّهجير”.
ويشرح مطر أنّه “في البداية، كانت المجموعة كبيرة جدّاً، والأنفاق كانت عبارةً عن مستودعات تابعة لأحمد جبريل، أي تابعة لسوريا، بغطاء سياسيّ من حزب الله”، لافتاً إلى أنّه “مع الوقت، أصبح هناك تعايش بينهم وبين أولاد حارة النّاعمة، فالأنفاق موجودة بين النّاعمة وحارة النّاعمة وبين حارة النّاعمة والدّامور، وبحكم موقعهم العسكريّ، هناك أرض أصبحت منطقة عسكريّة تابعة لهم”.
ويُضيف: “عند عودتنا إلى المنطقة بين العام 1991 والعام 1993، “ضيّق” الجيش اللّبنانيّ على مواقع “القيادة العامّة” وأصبح الخروج والدّخول من وإلى الأنفاق يجري من خلال العبور على حواجز الجيش اللّبنانيّ، وبالتّنسيق مع مخابرات الجيش والعسكريّين”.
ويوضح مطر أنّ “هناك أراضٍ للبنانيّين أصبحت ضمن المنطقة العسكريّة، وعلى أثر مطالبات عدّة للمواطنين، ووجود بعض المراكز بالقرب من منازل المدنيّين اللبنانيّين، تمّ التّوصّل الى اتّفاق لتقليص المنطقة العسكريّة، فأعادت “القيادة العامّة” جزءاً من الأراضي إلى أصحابها بالتّنسيق مع الجيش اللبناني والدّولة اللّبنانيّة، إذاً، ما تمّ التّداول به، أنّها أخلت المنطقة لم يحصل، والفلسطينيّون بين النّاعمة وحارة النّاعمة ما زالوا موجودين ضمن منطقة عسكريّة صغيرة والقصّة سياسيّة أمنيّة لا أكثر ولا أقلّ”، مُبدياً موافقته على توصيف الأرض بأنّها “مُحتلّة”، و”لا خلاف على هذا الأمر”.
هل المنطقة مُهدّدة بالقصف؟ يؤكّد مطر أنّ “النّاعمة وحارة النّاعمة لطالما كانتا تتعرّضان للقصف، وبالتّالي، لا شيء يضمن عدم استهداف المنطقة من قبل العدو الإسرائيليّ، بسبب التّواجد الفلسطينيّ، وهناك خوف يوميّ لدى الأهالي بشأن هذا الموضوع”.
ويختم مطر، مؤكّداً ألا نزوح للبنانيّين من النّاعمة وحارة النّاعمة حتّى الآن، لكنّه يسأل: “لماذا لا يزيل الجيش اللّبنانيّ هذه المواقع العسكريّة؟ فالوجود الفلسطينيّ فيها يؤثّر سلباً على المنطقة، وقد تكون عرضةً للقصف في حال حصول حرب شاملة”