اللبنانيّون بين حربين… اندلعت من دون أن تندلع!
كتبت ماري-جو متّى في موقع mtv:
إذا كانت الحرب بالنسبة إلى كثيرين لعبة “شطرنج”، فاليوم “ليس بالسلاح وحده يواجهنا العدو”. وإذا كان منطق الحياة “يا أبيض يا أسود”، فالمعادلة لا تنطبق علينا كلبنانيّين. إذ بات شبه محسوم أنّنا نعيش في المربّعات الرماديّة، متجمّدين وغير قادرين على اتّخاذ الخطوة اللاحقة، تحسّباً لليوم الذي يلي…
لم يعد غريباً على اللبناني أن يواجه كافّة أنواع الأزمات. من مشاكل أمنيّة واقتصاديّة ورّطته بها سياسات “مجانينه”، إلى أزمات نفسيّة خبيثة، تحاول القضاء على ما تبقّى له من “أعصاب” وتبقيه في حالة متواصلة من التوتّر والتردّد. خبر المطار ليس الوحيد في قائمة أخبار “الحرب النفسيّة”، فها نحن نعيش حرباً ثانية، مختلفة تماماً عن التي نعيشها في الجنوب. حربٌ اندلعت من دون أن تندلع. فكيف نتعامل معها؟
“لكلّ شخص تاريخ وماضٍ مختلف عن الآخر، الأمر الذي يدلّ على أنّ لكلٍّ طريقته في التعامل مع أخبار خطر اندلاع الحرب”. هذا ما أشارت إليه المعالجة النفسيّة التحليليّة النظميّة والسلوكيّة المعرفيّة إليانا قشعمي، مضيفةً: “أوّل المتأثّرين بهذه الأخبار هم الأشخاص الذين سبق وعانوا من صدمات قد تكون نائمة، فتأتي الشائعات كعامل مفجّر وتوقظ بداخلهم مشاعر مثل التوتّر والأرق والقلق المرضي والخوف الذي يمنعهم أحياناً من الخروج من المنزل لعدم شعورهم بالأمان ويخلق لديهم حالة من الإكتئاب”.
بالإضافة إلى ذلك، لفتت قشعمي، في حديث لموقع mtv، إلى أنّ أبرز سبل الوقاية تكمن في “التفكير بأنّ الحرب لم تندلع بعد، لنكون بذلك قد أيقظنا أنفسنا على حقيقة مشاعرنا. ففي هكذا حالات، يكون خوفنا هو الحقيقي وليس الحرب”. وتابعت: “من المؤسف أنّنا نعيش في عصر تركض فيه وسائل الإعلام خلف الـscoop فتقوم بنشر أخبار غالباً ما تكون كاذبة، وتؤثّر بشكل أوّلي على الأشخاص الذين لا معرفة لديهم بالسياسة ويميلون إلى تصديق كلّ ما يقع أمامهم من أخبار من دون التأكّد من صحّتها”.
وأكّدت أنّه “من المهمّ أن يسمع الفرد الأخبار بعقله لا بقلبه، أو حتّى أن يتفادى سماعها، خصوصاً إن كان يعاني من “وسواس” المتابعة”.
لم يكذب الخبير العسكري الصيني “صن تزو” حين قال إنّه “من الأفضل مهاجمة تفكير العدو بدلاً من البدء بشنّ الهجوم على مدنه المحصّنة”… لهذه الأسباب أعتقد أنّ الحلّ يكمن في تحصين أنفسنا من الأخبار الكاذبة، ليس فقط لأنّنا شعب مقاوم، لا بل لأنّنا نفضّل الحياة على أن يؤدّي بنا ضعفنا إلى تحقيق أحد أهداف عدوّنا، من ضرب للسياحة والإقتصاد، والأمل…