الحلبي دشن 3 مدارس رسميّة: نسعى لدخول عصر تربوي يحاكي الذكاء الاصطناعي
دشّن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي مدرسة الشبانية الرسمية بعد ترميمها ومبنى ثانوية نجيب بك صالحة ومبنى مدرسة المربية نبيهة غرز الدين في راس المتن بعد ترميمهما ايضا.
المحطة الأولى كانت في الشبانية، حيث حضر احتفال التدشين امين سر “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي ابو الحسن، رئيس اتحاد بلديات المتن الاعلى – رئيس بلدية الشبانية كريم سركيس، ممثل مفوض التربية والتعليم في الحزب التقدمي الاشتراكي سليمان ابو مغلبيه ومدراء مدارس وافراد الهيئات التعليمية.
رافق الحلبي المدير العام للوزارة عماد الاشقر، مدير التعليم الثانوي خالد الفايد، مدير التعليم الابتدائي جورج داوود، رئيسة جهاز الارشاد والتوجيه هيلدا خوري، رئيسة دائرة الامتحانات الرسمية امل شعبان، رئيس المنطقة التربوية في جبل لبنان جيلبير السخن، مستشار الوزير نادر حديفة، المستشار الاعلامي البير شمعون، رئيسة قسم الهندسة في وزارة التربية مايا سماحة.
قدم الحفل والقى كلمة الهيئة التعليمية فادي العسراوي وقال: “سرقوا جنى عمرنا، سرقوا حاضرنا، سرقوا منا الفرح والطمأنينة، لكن لن نسمح لهم بتدمير طموح اولادنا، لن نسمح لهم بسرقة الانسانية منا، وسنبقى نناضل من اجل الاجيال ومن اجل المدرسة الرسمية. وسنبقى الى جانب وزارة التربية ندافع عن رسالة التعليم ولن نرضى ان يدفع الطلاب الثمن”.
ثم تحدثت مديرة مدرسة الشبانية الرسمية ندى ابو الحسن عن المعاناة على مدى اشهر في موسم البرد، ودعت الهيئات المدنية الى “مزيد من احتضان المدرسة الرسمية، والاهل ان يضعوا ثقتهم بها”، شاكرة وزارة التربية “التي ربما هي الوزارة الوحيدة الناشطة الى اليوم من بين كل الوزارات رغم الصعوبات”، وشكرت النائب ابو الحسن “العين الساهرة على مشاكلنا والذي يشاركنا همومنا الصغيرة والكبيرة”.
اما سركيس فحيا جهود وزارة التربية منذ تولاها الوزير الحلبي والفريق المعاون، ولفت الى انها “ثاني اكبر وزارة في لبنان من حيث الموظفين، ومع تدني قيمة الرواتب استطعتم اجراء الامتحانات”. واشار الى “تاريخ المدرسة الذي بدأ بمبادرة من الرئيس الياس سركيس في الستينيات عندما كان مديرا عاما للقصر الجمهوري، فتابع مع وزارة التربية ولاحق الملف الى ان تم بناؤها ايمانا منه بأن بناء مدرسة يعني بناء مجتمع”.
وختم شاكرا باسم اهالي البلدة وزير التربية “الذي يعمل في أصعب الظروف للمحافظة على الوزارة والتربية في لبنان، والجهات المانحة والبنك الدولي”.
اما الحلبي فاكد انه “امامنا تحديات السنة المقبلة، واذا تعاونا كلنا نستطيع ان نجتاز هذه المرحلة على الرغم من صعوبة الافق الذي نراه نحن وفريق العمل في الوزارة، لكن بالتصميم نجتازها”.
وشكر فريق الهندسة في الوزارة بشخص مايا سماحة وجميع المهندسين الذين كانوا على الارض مع المقاولين والاستشاريين، وقال: “ليس كل يوم نستطيع ان نرمم مدرسة لكن عندما نرمم ونتكلف اموالا علينا ان نأخذ نتيجة طويلة الأمد”، واكد ان “هذه المنطقة هي منطقة عيش واحد ولها تاريخ في العيش الواحد ، وكل مساحة فيها هي مساحة مشتركة بين جميع السكان”، ولفت الى “وجود 48 مدرسة قيد الترميم حاليا، وعند الانتهاء من ترميمها سيكون هناك عدد مماثل. ولدينا خطة تتعلق بـ 850 منشأة تابعة لوزارة التربية وهي مدارس ودور معلمين ومهنيات سنزودها بأجهزة الطاقة الشمسية، لتخفيف عبىء الانارة وعدم توفر الكهرباء”.
واضاف: “كم نحن بحاجة في الشغور الرئاسي، وفي الشغور الذي سيأتي في حاكمية مصرف لبنانن ان تختار الدولة شخصا مثل الرئيس الياس سركيس (ابن الشبانية) إن كان رئيسا للجمهورية أو حاكما للمصرف المركزي، لأنه كان مدرسة في النزاهة والاخلاق والفاعلية. وهذا نموذج من النماذج التي نطمح في لبنان ان نعود ونراها في سدة الحكم وفي المراكز الاساسية في الدولة اللبنانية”.
واكد “للاساتذة والمعلمين ان الوزارة لن تقصر في السعي الى تعزيز وضعية الاستاذ في التعليم الرسمي، ونقدر التضحيات التي يقدمها منذ اربع سنوات من اللحم الحي للمحافظة على استمرارية المدرسة الرسمية، نحن معكم لتحصيل ما امكن بما يعزز على الاقل الحد الادنى من العيش الكريم”.
وبعد تقديم لوحات فنية من تلامذة المدرسة، قدم درع تكريمي للحلبي الذي زرع شجرة أرز في حديقة المدرسة، ثم قص شريط الافتتاح وجال والحضور متفقدا الاقسام والغرف.
ومن الشبانية توجه الحلبي والوفد المرافق الى راس المتن ودشن مبنى ثانوية نجيب بك صالحة ومبنى مدرسة المربية نبيهة غرز الدين بعد ترميمهما، في حضور النائب ابو الحسن، القاضي الشيخ غاندي مكارم، رئيس البلدية رجا ابو رسلان وفاعليات.
قدمت الاحتفال ليندا العنداري وقالت: “على الرغم من الظروف الصعبة يبقى لبنان صامدا من خلال مثل هذه المبادرات الفاضلة، وغدى سبل خلاص لبنان هو دعم القطاع التربوي عموما والمدرسة الرسمية خصوصا، مدرسة الفقراء التي خرجت العديد من العلماء والمثقفين، لننهض بموارد بشرية تساعد على نفض غبار المآسي عن هذا الوطن الحبيب ليلملم جراحه ويسطع من جديد”.
ثم تحدثت مدرسة المربية نبيهة غرز الدين لينا مكارم ونوهت بـ”جهود الوزير الحلبي الذي وصل الليل بالنهار، وعمل جاهدا محليا واقليميا ودوليا وعلى كل الاصعدة حتى مضى العام الدراسي، وهكذا نحن هيئات ادارية وتربوية وتعليمية عملنا جاهدين متعاونين حتى انجزنا سنة دراسية كانت قاسية وصعبة”.
وقالت: “نحن اليوم امام مبنى نموذجي سينعم به اجيال تلو اجيال والفضل لكم في هذه الفرصة”، وكشفت عن “انجاز جديد حظيت به المدرسة حيث اصبحت مدرسة دامجة اي صارت قادرة على استقبال طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، والصعوبات التعليمية بإشراف فريق كامل من الوزارة”.
من جهتها قالت مديرة ثانوية نجيب بك صالحة ابتسام الاعور: “ليس غريبا على من احب بلده وبلدته وآمن بالتربية والتعليم سلاحا، ان يشيد ويرمم صروحا تعليمية”، ونوهت بـ”جهود افراد الهيئة التعليمية الذين بذلوا جهودا لانهاء برامج العام الدراسي”، وشكرت للوزير الحلبي جهوده في ترميم هذا الصرح”.
وبعد قصيدة للشاعر سماح ابو رسلان القى رئيس البلدية كلمة شكر فيها باسم المجلس البلدي واهالي راس المتن وزير التربية على “جهوده لتصبح مدارسنا من ارقى المدارس في لبنان بعد حرمان طويل”، واعرب عن “امتنان الاهالي له ولفريق العمل في الوزارة والاستشاريين والمتعهد”، كما شكر مديرتي المدرسة والثانوية وافراد الهيئتين التعلميتين على “صبرهم وتعاونهم وجهدهم”.
اما الحلبي الذي أبدى سروره لانجاز الترميم في المدرسة والثانوية، فقال: “في بلدتي الجميلة راس المتن، يحلو اللقاء بكم أهلي وأصدقائي، والأسرة التربوية العزيزة، لنحتفل بتدشين مبنى متوسطة المربية نبيهة أسعد غرز الدين الرسمية، ومبنى ثانوية نجيب بك صالحة الرسمية، بعدما شهدت كل منهما عمليات ترميم شاملة، واضافة أقسام إلى المباني القائمة، مما جعلها قادرة على احتضان أبناء البلدة والجوار، وتأمين بيئة مدرسية سليمة، وخدمات يومية كاملة تليق بتلامذة المدرسة الرسمية الذين عانوا مع الهيئات التعليمية والإدارية نتيجة انحدار موصوف في قيمة رواتبهم وتعويضاتهم، مما جعلني أخشى على استمرارية التعليم الرسمي والنظام التربوي الذي نعتبره الركيزة الوحيدة الباقية لبناء القدرة على النهوض الوطني العام”.
وتابع: “إيماني بالتعليم الرسمي ورهاني عليه ليلعب دوره الوطني الجامع، جعلني أجتهد مع المانحين والداعمين لجعل مباني المدارس الرسمية واحة جميلة وجاذبة للتلاميذ، من هنا كان التركيز على متانة المباني وجمالها وتجهيزها وتأهيل مرافقها من المياه النظيفة والطاقة الشمسية والملاعب ومواقف السيارات، إلى المصاعد والممرات المعدة للكراسي المدولبة والمختبرات والروضات الملونة الفرحة ، ما يجعلها مدارس وثانويات دامجة وقادرة على احتضان جميع المتعلمين مهما كانت حاجاتهم وطاقاتهم، لأن المدرسة الرسمية هي الحاضنة للجميع”.
أضاف: “إن أجمل ما يمكن أن اوفره لبلدتي ولأهل المنطقة هو مدرسة رسمية لائقة، لكن خشيتي على المدرسة الرسمية لا تزال قائمة، وانا لا أوفر لقاء أو مؤتمرا في الداخل والخارج إلا لرفع الصوت عاليا، من إجل توفير مقومات البدء بالعام الدراسي الجديد، عبر إيجاد الدعم بالدولار الاميركي لتمكين أفراد الهيئة التعليمية من القيام بواجباتهم بالحد الأدنى المقبول من المداخيل .واسمحوا لي ان اتوقف لتحية خاصة لأفراد الهيئتين التعليميتين في الثانوية والمتوسطة في رأس المتن وخارجها الذين بذلوا جهودا استثنائية هذه السنة وتضحيات كبيرة حتى احيانا باللحم الحي ليقوموا بواجباتهم ويؤدوا رسالتهم التعليمية والتربوية”.
وتابع: “لقد أنجزنا ترميم مجموعات من المدارس بتمويلات مختلفة، وإن ترميم هذه المدارس وإضافة أقسام إلى مبانيها، إنما تم بتمويل من القرض الدولي المعد للتربيةS2R2 ، وذلك من ضمن مجموعة مدارس بلغ عددها 48 مدرسة وثانوية رسمية في جميع المناطق اللبنانية، وقد تم ذلك عبر مناقصات رسمية وبحسب الأصول المعتمدة”.
وقال: “لقد أنجزنا الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة، وكنا خططنا وأتممنا التحضيرات للشهادة المتوسطة، غير أن مجلس الوزراء اتخذ قرارا بإلغاء المتوسطة. نسعى من خلال المركز التربوي للبحوث والإنماء وورشة تطوير المناهج التربوية القائمة راهنا، إلى دخول عصر تربوي يواكب التطور التكنولوجي العام في العالم، ويحاكي الذكاء الاصطناعي الذي بدأ يجتاح الدول والأنظمة التربوية الكلاسيكية، ونتطلع من خلال ورشة تطوير المناهج التي قطعت شوطا كبيرا، من 25 سنة لم تلمس مناهج التربية في لبنان، إلى وضع نظام تقويم تربوي جديد ومتطور واكثر دقة، يأخذ في الأعتبار قياس التحصيل التعلمي ويشكل بديلا للشهادة المتوسطة”.
واضاف: “لقد أثبت تاريخ المؤسسات التربوية أن المديرين المربين الصالحين، يتركون بصماتهم في نفوس الأجيال ويطبعون المدارس بطابع شخصياتهم، وأن أبناء المجتمع يحملون جميلهم وتضحياتهم في قلوبهم وضمائرهم ولهذا كانت تسمية المتوسطة بإسم المعلمة نبيهة غرزالدين التي عاصرناها ولاحظنا مقدرتها على تشريف موقعها التربوي، وهي تنتمي إلى جيل ربى وعلم، وكانت هي قدوة صالحة لأجيال المعلمين الذين أتوا بعدها، ولكننا اليوم نفتقدهم لأن مثيلهم لم يعد كثيرا”.
وتابع: “من هذه القماشة من المربين، أقف ممتنا أمام تضحيات المربية السيدة هيام أبو رسلان لمسيرة مشرفة من العمل التربوي دام اكثر من خمسة وثلاثين عاما. وبسبب تعطيل المؤسسات قررت ان أتقدم بمشروع مرسوم وبتشجيعٍ من نادي هلال النصر العزيز لمنحها وسام المعلم تقديرا لمسيرة وطنية تربوية مثمرة”، واتمنى ان “تعود الحياة إلى المؤسسات الدستورية لتصل هذه المراسيم إلى أهدافها”.
وحيا أفراد الهيئتين التعليمية والإدارية في المدرسة والثانوية والمديرتين إبتسام الأعور ولينا مكارم على حرصهما على الورشة هم وتلامذتهم والمعلمين، كما حيا جميع الذين جهدوا سابقا لتعزيز المدرسة والثانوية، وقال: “هي لائحة طويلة لا أريد أن أغمط حق أي منهم في سعيه وجهده”، وأحيي أخيرا من “أسميت هذه الثانوية على إسمه نجيب بك صالحة”.
كما شكر رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي، وقال: “لا أنسى صديقي ورفيقي النائب الحبيب هادي أبو الحسن الذي يتابع بدقة ما بعدها دقة وعناية ما بعدها عناية، شؤون الناس وشجونها في هذه المنطقة وفي الجبل”.
وبارك لأبناء المنطقة “العزيزة هذه الصروح التربوية المجددة والتي توسعت مبانيها وخدماتها لتحتضن ابناءنا وبناتنا، من اجل مستقبل نسعى كل يوم مع المخلصين ليكون افضل”.
بعد ذلك قدمت للحلبي دروع تكريمية قبل ان يدشن المدرسة والثانوية ويجول فيهما.