قنبلة موقوتة في لبنان… منذ 75 عاما
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
مخيّم عين الحلوة… عنوانٌ لطالما ارتبط بالاشتباكات والاغتيالات وتفلّت السلاح إضافة إلى البطالة والفقر… هي بؤرة خارجة عن سلطة الدولة، ولا اختلاف على هذا الامر البتة، فكل ما يحصل هناك، غريبٌ عنّا رغم أنه على أرضنا… فما قصة هذا المخيّم؟
أنشئ مخيّم عين الحلوة في جنوب شرق صيدا عام 1948، على أرض استأجرتها الدولة اللبنانية من قبل اللجنة الدولية للصليب الاحمر وعلى مساحة تبلغ حوالى كيلومتر مربع، أما اسمه “عين الحلوة” فنسبة إلى المياه العذبة التي كانت موجودة في المكان قبل إنشائه.
كان الهدف من المخيّم حينها إيواء زهاء 15 ألف لاجئ فلسطيني تمّ تهجيرهم من الجليل في زمن النكبة عند قيام دولة إسرائيل، وهو استمر باستقبال اللاجئين من مخيمات أخرى بعد الحرب الاهلية، إضافة إلى لاجئي عام 1967 بعد النكسة، ليصبح اليوم مسكنا لأكثر من 130 ألفا، خصوصا بعد الاحداث في سوريا وانضمام سوريين إلى جانب الفلسطينيين.
حتى عام 1952، بات اللاجئون في خيم، حتى اهترأت… فراحوا يبنون المساكن الإسمنتية بمساعدة وكالة الغوث الدولية، غير أن المخيّم دُمّر بالكامل نتيجة أعمال العنف التي وقعت بين الأعوام 1882 و1991.
يضمّ المخيّم اليوم 10 مدارس، وعيادتين تابعتين للأونروا، إضافة إلى مستشفيين صغيرين، يحاوطه الجيش اللبناني من كل الجوانب عبر حواجز ثابتة على مداخله، إذ إنه يحوي عددا من الفصائل الفلسطينية المسلحة مثل حركة فتح وحركة حماس.
في فقرٍ مدقع يعيش قاطنو هذا المخيّم، وفي حالة استقلالية تامة عن الدولة وعن أهل هذه البلاد، لهم قوانينهم وحياتهم وسلاحهم، بعيدا عن كل قوانيننا وحياتنا… وما أخبار الاشتباكات والرصاص الطائش والفلتان الامني الحاصل هناك إلا دليلا فاقعا على دويلة صنعناها بأيدينا على أرضنا…
هؤلاء محرومون من ممارسة أكثر من 70 مهنة في لبنان… ونحن محرومون من أبسط حقوقنا على مساحة الوطن!