التهريب مجددًا: البصل السوري يغزو الأسواق… أزمة قمح وبطاطا مرتقبة!
كتبت ميليسّا دريان في “السياسة”:
وكأنّ اللبناني لا تكفيه مصائبه التي لا تنتهي، ليكون كل يوم على موعد مع أزمة جديدة تظهر.
هذه المرة جاء دور البصل، حيث رُفع الصوت منذ أيام بسبب وجود البصل السوري في الاسواق اللبنانية ما يمنع المزارع اللبناني من تصريف إنتاجه.
وشكا مزارعو البصل في سهل البقاع من “غزو عشرات الأطنان من البصل السوري الأسواق الزراعية اللبنانية، ولم يستطع أي مزارع لبناني بيع شاحنة واحدة من البصل اللبناني الذي بدأ موسمه منذ أيام قليلة”.
وناشد رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم ترشيشي المعنيين “التدخل لوقف المجزرة الزراعية التي تلحق بالمزارع اللبناني الذي يقع اليوم فريسة تجار البصل الذين يدخلون البصل السوري على انواعه”.
وأشار ترشيشي الى أنه “تواصل مع مدير عام الجمارك ريمون خوري من أجل التدخل لوقف التهريب، وتلقى وعدًا بالمساعدة”.
فما قصة البصل؟ وماذا يحصل في الأسواق؟
يشرح ترشيشي لـ “السياسة”: “كما هو معروف لدينا نوعين من البصل في لبنان: البصل الحلو والبصل الحرّ”.
وبحسب ترشيشي: “البصل الحلو يبدأ من شهر أيار تقريبًا ويبقى حتى اليوم، أما البصل الحر فيبدأ في شهر آب ويسمّى بـ “بصل المونة”.
ويضيف: “مع بداية الموسم الحرّ وصل البصل السوري الى لبنان وغزا الأسواق بكميات كبيرة بأكثر من 200 طن كل يوم وبأسعار رخيصة وأدنى بكثير من سعر البصل اللبناني، وأصبح التاجر في سوق الخضار يبيع البصل السوري”.
نتيجة ما حصل، يؤكد ترشيشي أنه “تواصل مع ادارة الجمارك التي تعاونت معهم بشكل كبير وقامت بمكافحة هذه الآفة وتم سحب البصل من سوق الخضار في بيروت ومن سوق الخضار في طرابلس والعبدة”.
آملًا أن لا تتكرر هذه القصة، قائلًا: “سنكون في المرصاد ولن نسمح بأن تستباح أسواقنا بهذا الشكل من خلال بيع البصل المهرّب، وعدم مساعدة المزارع اللبناني في تصريف إنتاجه، خاصة أن موسم البصل لا يُصدّر الى الخارج ولا يُباع إلّا في السوق المحلي اللبناني، ولا يصدّر الى أي دولة بسبب الاكتفاء الذاتي”.
ويتابع: “لدينا حوالي الـ 20 أو 25 ألف طن من البصل يجب أن يباعوا سنويًا في لبنان من اليوم وحتى شهر نيسان المقبل ونأمل أن يكون المهرّبون قد لُقّنوا درسًا ولن نسمح لهم بأن يستبيحوا أسواقنا ولن نسمح بأن يباع البصل المهرب وغير الشرعي ويبقى بصلنا من دون تصريف”.
ما يعانيه المزارع اللبناني لا يتوقف على أزمة من هنا وأزمة من هناك. وفضلًا عن البصل، وأزماته التي لا تنتهي لا تهتم الدولة اللبنانية في المزارع اللبناني على الإطلاق وهذا ما بدا واضحًا في قصة القمح، حيث يشير ترشيشي الى أنّ “الدولة قد وعدت المزارع اللبناني بتصريف انتاجه من القمح وفق سعر مقبول الّا أنها لم تف بوعدها وما زال القمح اللبناني مكدّسًا في المستودعات، وها نحن اليوم نعاني من أزمة بصل وسنكون على موعد مع أزمة بطاطا مرتقبة”.
ما يعني وفق ترشيشي أنّ “مؤامرة كبيرة تحاك ضد المزارع اللبناني لتهجيره من أرضه والقضاء على الزراعة بالكامل”.
يذكر أنّ أسعار البصل في لبنان قد ارتفعت منذ أشهر وسط الغلاء الذي طال أسعار مختلف السلع لا سيما الغذائية منها، حيث وصل سعر كيلو البصل في اكثر من منطقة لبنانية الى الـ70 الف ليرة لبنانية وأكثر، فيما كان قبل بداية الازمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان، لا يتخطى الالف ليرة لبنانية.