عين إبل تريد الحقيقة… و”اليونيفيل” لحماية المدنيين
كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
لم تتكشف خيوط جريمة مقتل الياس الحصروني المعروف بـ»الحنتوش» الذي قُتل قبل 20 يوماً في بلدته عين إبل. لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات ما حصل. وحده تقرير الطبيب الشرعي الثاني، الذي كشف على الجثة، بناء على طلب العائلة هو الجديد، إذ جاءت نتيجته شبيهة بالتقرير الأول، ومفاده أنّ سبب الوفاة هو انسداد رئوي ناتج عن كسور في ضلوع القفص الصدري بسبب جسم صلب، كما تبيّن وجود ضربة في الرأس لم تكن سبباً للوفاة ولم تظهر التحاليل أي آثار سموم أو مخدرات في جسمه.
التقرير حرّك القضية مجدداً، ودفع أبناء عين أبل وقرى الجوار خصوصاً في دبل ورميش إلى الخروج بمسيرة غاضبة بعد قدّاس الأحد، عن روح «الحنتوش» في كنسية السّيدة، مطالبين في الإسراع بالكشف عن الحقيقة، ومعرفة ملابسات ما حصل، منعاً لأيّ تأويل أو تضليل للحقيقة، كما ناشد الأهالي قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب بتأمين حمايتهم تحت البند 12 من القرار 1701.
جابت التظاهرة شوارع البلدة، علامة على رفضهم للتأخير والمماطلة في التحقيق، الذي لم يصدر عنه أي معلومة حتى الساعة كما لفت رئيس البلدية عماد الّلوس، إذ استغرب عدم وضع أهل الحصروني في أي تفاصيل أو معطيات أوليّة حتى الساعة، مع العلم أنّ تقرير الطبيب الشرعي أكد أنّ الحصروني قد قتل. وحثّ اللوس «القوى السياسية الفاعلة في المنطقة على المساعدة في كشف الحقيقة منعاً لأي تأويلات».
ما يريده أبناء عين إبل هو الحقيقة والعدالة، هذا ما ردّدوه في تحرّكهم، وشدّد اللّوس على «أننا لن نسكت ولن نتراجع حتى معرفة من اغتال الحنتوش». بالطبع، تريد عائلة الحصروني اليوم قبل الغد معرفة من قتل والدهم، والأهمّ معرفة الأسباب الكامنة خلف ما حصل. هذا ما شدّدت عليه ابنته دينا الحصروني التي حذّرت من «أي تلاعب في الأدلّة أو تضليل التحقيق». ودعت في كلمة ألقتها أمام الكنيسة وبجوار مدافن شهداء البلدة حيث يرقد جثمان والدها، إلى «ملاحقة كلّ شخص يضلّل وينشر الأكاذيب، إذ اعتبرته «مشاركاً في الجريمة».
اللافت في التحرك هو مطالبة الأهالي بحماية قوات الطوارئ الدولية، حيث ينصّ البند 12 من القرار الدولي 1701 على حماية المدنيين، وطالبت الحصروني الدولة والقوى الأمنية بالعمل على تكثيف جهودها في المنطقة وبسط سلطتها على كامل أراضيها، لأنه كما قالت: «إننا نمرّ في أوضاع وأيام صعبة وحرجة بعد الحادثة الأليمة، ونشعر وكأننا معزولون عن هذا الوطن».
يذكر أن الحصروني وجد مقتولاً إلى جانب سيارته في إحدى الحقول المحاذية لإحدى الطرقات عند أطراف البلدة في ظروف غامضة، وظنّ الأهالي بداية أنه توفي جراء حادث سير، قبل أن تكشف كاميرات المراقبة وجود مجموعة من سيارات ذات اللون الداكن، قامت بملاحقته وقتله، لتبدأ بعدها رحلة التحقيق والبحث عن منفذي الجريمة.