“المواجهات في الجنوب… قد تتطوّر وتشهد رقعة أوسع!”
بين تحدّيات الفراغ الرئاسي وانعكاسه سلباً على الملفات الداخلية وبين الجبهة الجنوبية المشتعلة، فإن المشهد اللبناني يكاد يقترب من الإنفجار على كافة المستويات, فهل ستتطور الأمور سلباً؟ أم تتّجه إلى التغيير في الأسابيع المقبلة ربطاً بما يحصل بغزة وبما حصل من حراك على المستوى الداخلي؟.
في هذا الإطار, رأى النائب عبدالرحمن البزري, أن “أفق الأزمة السياسية لا زال مسدوداً, ولا يوجد أية حظوظ جيّدة في هذه المرحلة لإحداث أي خرق سياسي في أفق الإنسداد الحاصل, وذلك لأن العديد من القوى السياسية ذات التمثيل الواسع برلمانياً وسياسياً, ما زالت تنتظر وتترقّب ما يحدث في المنطقة وتراهن على تطورات إقليمية تأتي في مصلحة رؤيتها لكيفية إدارة شؤون البلاد”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, اعتبر البزري أن “هناك غياب تام للثقة, بين معظم المكونات السياسية اللبنانية, نتيجة لتجارب وتحالفات حدثت في الماضي, ولم تثمر النتائج المرجوّة”.
واعتبر أن “مسألة الرئاسة هي أولاً وأخيراً شأن داخلي وسواء إتفق المجتمع الدولي أو لم يتّفقْ فهناك آلية يجب أن تؤخذ بالحسبان داخل المجلس النيابي نفسه لإنجاز الإستحقاق الرئاسي.
وأشار إلى “رغبة حقيقية لدى العديد من الجهات والنواب في أن يكون هناك تقدّم في ملف الرئاسة إلاّ أنهّ حتى هذه اللحظة لا يوجد بصيص أمل في تحقيق خرق في أفق الإنسداد الرئاسي الذي نعيشه”.
أما على المستوى الأمني والعسكري, فبرأي البزري, “من الواضح أن العدو الإسرائيلي يزيد ويوسّع رقعة إعتداءاته في لبنان, ليشمل مناطق عديدة, ووصولها عدّة مرات إلى بعلبك والبقاع وغيرها من المناطق, وبالطبع وبشكل يومي إلى الجنوب, وظهور طيرانه بشكل معادٍ وكثيف فوق العديد من المدن اللبنانية الكبرى, كصيدا والنبطية, وصولاً إلى العاصمة بيروت”.
وأشار البزري, إلى أن “احتمالات الحرب الشاملة تبقى محدودة وقليلة نسبياً, إلا أن استمرار هذه المواجهات العسكرية بين المقاومة في لبنان, وبين العدو الإسرائيلي, قد تشهد رقعة أوسع, وقد تتطوّر كمًا ونوعاً, وقد تمتد لفترة طويلة, لا سيّما في غياب أي أفق سياسي جدي لوقف إطلاق النار في غزة, أما في حال حصلت التسوية أو وفق إطلاق نار جدي وطويل الأمد في غزة, فإن المعطيات العسكرية والإقليمية في لبنان قد تتغيّر”.