أين اختفت كرة اليد النسائية في لبنان؟
كتب سامر الحلبي في “الديار” :
تعاني لعبة كرة اليد لدى السيدات منذ نحو عامين، فلا بطولة في لبنان ولا مسابقة كأس ولا تشكيل منتخبات… وفي هذا السياق كان للديار لقاء مع قائدة منتخب لبنان السابقة أحلام ابراهيم التي تحولت من اللعب إلى التحكيم.
تقول إبراهيم بداية “عمري 23 سنة، لاعبة كرة يد وقائدة منتخب لبنان سابقاً، خريجة الجامعة اللبنانية كلية التربية، وأستاذة تربية بدنية ورياضية في المدرسة الانجيلية الوطنية-النبطية. كانت بدايتي مع كرة اليد على يد المدرب والأستاذ عبدالله غيث في مدرسة زفتا الرسمية عبر المشاركة في البطولة المدرسية التي استمرت حتى انتقالي للمرحلة الثانوية وبالتالي ثانوية حسن كامل الصباح لكرة اليد، بعدها تم التوقيع مع نادي الصداقة الرياضي، حيث حصدنا لقب الدوري اللبناني لكرة اليد للسيدات عام 2017، ومن ثم انتسبت لمنتخب لبنان للناشئات حيث حصدنا المركز الرابع في بطولة غرب آسيا للناشئات والتي خولتنا للتأهل لكأس العالم عام 2019”.
أحرزت أحلام العديد من الألقاب في مسيرتها وابرزها المركز الأول في كرة اليد على صعيد لبنان في البطولة المدرسية (2015) والمركز الأول على صعيد لبنان في البطولة المدرسية (2016) و (2017) والمركز الأول في الدوري اللبناني للسيدات (2017) والمركز الثاني في كأس الاتحاد لكرة اليد (2018) والمركز الرابع في بطولة غرب آسيا للناشئات (2019).
تتابع “آخر مشاركة لي في بطولة لبنان للسيدات عام 2018 حيث حصدنا اللقب الثاني في البطولة، كانت بمثابة احياء للعبة كرة اليد النسائية حيث كانت تتضمن مختلف الأعمار وتم استغلالها كتجارب للناشئات لاختيار اللاعبات المخولات للانتساب الى منتخب لبنان عام 2019 ولكن الظروف التي طرأت على اللعبة ماديا ومعنويا أدت الى توقف اللعبة حتى الحين، حالياً ان كرة اليد النسائية كغيرها من الرياضات لا تحظى بالاهتمام الكافي من جهة كل من الأندية والاتحاد، لأسباب غير واضحة وغير منطقية، وتراجع الاهتمام بها أدى الى ضعف وقلة اللاعبات وعدم انتشار هذه اللعبة كفاية في لبنان، واحياء هذه اللعبة يتطلب التركيز على دعم الأندية من خلال تأمين مدربين محترفين والتركيز على توفير البيئة الرياضية المناسبة والمحفزة للاعبات الواعدات بعيداً عن المحسوبيات بشكل عام. ولا شك أن للمدارس والأكاديميات الرياضية دورٌ كبير وقدرة على دعم اللعبة من خلال تدريب وإعداد اللاعبات من كافة الأعمار. وعلى الاتحاد العمل على إقامة بطولات محلية باستمرار، لضمان انشاء قاعدة جماهيرية وتنافسية للعبة”.
أما بالنسبة للتحكيم، ترى إبراهيم إن تفعيل الدور النسائي في اللعبة من خلال المشاركة النسائية في التحكيم لا يقل شأناً عن ما ذُكر في إعداد اللاعبات لمدى تأثيره التحفيزي والتشجيعي لدى الفتيات اللواتي يمارسن اللعبة.
تواصل “على الصعيد الشخصي، قمت بالمشاركة في الدورات التحكيمية التي يقيمها الاتحاد حيث كانت حينها برئاسة الحكم الدولي الأستاذ حلمي شعيب والذي قدم لنا من خلال مسيرته الدولية الحافلة الخبرات والدعم الكافي للبدء بالمشاركة التحكيمية في المباريات الرسمية. ومن هنا بدأت مشاركتي كحكم في مباريات كرة اليد لكلتا الفئتين. وبالنسبة للحوادث، وكما في جميع الرياضات لا يخلو الأمر من بعض الحوادث الرياضية، إلا أن الإهمال كان سبباً في إصابتي بكسر في الانف، حيث تلقيت ضربة من لاعبة كان قد تقرر استبعادها من المنتخب لكنها وبعد استبعادها حضرت وسمح لها بالمشاركة بالتدريبات. وبعد الإصابة لم أحظ بالعناية الكافية ولم تتكفل إدارة المنتخب بالعلاج ولم يسمح لنا بالحصول على الصور من المستشفى حتى، وتم اخبارنا ان كل شيء سليم وليس هناك شيء يذكر. حتى قمت بإجراء التدخل الجراحي على نفقتي الخاصة حيث أكد لي الطبيب الذي زرته أني اعاني من كسر والتواء في الغضروف على عكس ما تم اخباري على لسان المدرب حينها”.
تختم حديثها “حكمتي بالحياة هي دائماً يجب على الإنسان السعي وراء طموحاته وأهدافه ولا سيما الرياضية ولو كانت الإمكانيات بسيطة. والاستمتاع بكل لحظة في الحياة والتركيز على القيام بالأمور التي تجعله سعيداً وراضياً حتى ولو كانت تتعارض مع ثقافة مجتمعه ومحاولة الاستمتاع وقضاء وقت أطول مع من يحب. وفي زمننا الحالي كل شيء بات سريعاً ومزيفاً فلنحاول سرقة بعض الضحكات واللحظات لنشعر أننا أحياء. كلمتي الأخيرة لكل أنثى في هذا المجتمع، آمني بذاتك وبقدراتك. وحاولي انتهاز جميع الفرص لتنمية موهبتك وجاهدي دائماً لتعلم شيء جديد يجعلك شخصاً أفضل كل يوم. وانت قادرة على تحقيق المستحيل، فقط آمني بنفسك”.
المصدر : الديار