عطل غير مألوف… لماذا أصبح ChatGPT كسولًا؟
أثار برنامج “تشات جي بي تي” الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي التوليدي، ضجة واسعة منذ إطلاقه في تشرين الثاني 2022، وهو الذي تحول إلى البرنامج الأسرع نمواً في التاريخ في بداية 2023، بفضل الشعبية الجارفة التي حصدها مع وصول عدد مستخدميه إلى 100 مليون شخص.
ولكن هذا البرنامج الذي جذب أنظار العالم نحوه في سرعة قياسية، يعاني في الآونة الأخيرة من تزايد في المشاكل التي باتت تؤثر سلباً على أداءه، ففي الساعات الماضية أعلنت شركة OpenAI المالكة لـ “تشات جي بي تي” أن برنامجها عاد للعمل مرة أخرى، بعد تعرضه لعطل كبير أدى إلى توقف خدماته في جميع أنحاء العالم لمدة 40 دقيقة.
35 يوماً مليئة بالأعطال
رغم أن حالات تعطل وتوقف التطبيقات والبرامج عن العمل هو أمر معتاد في العالم التقني، إلا أن تكرار مشهد الأعطال التي يتعرض لها “تشات جي بي تي” بوتيرة متسارعة، يطرح عدة علامات استفهام حول أسباب هذا التخبط الذي يعاني منه البرنامج.
فخلال نحو 35 يوماً تعرض “تشات جي بي تي” لثلاثة أعطال كبيرة، تسببت بخروجه عن الخدمة، كانت أكبرها في 8 تشرين الثاني 2023 عندما خرج البرنامج عن الخدمة لمدة 90 دقيقة، بسبب نمط حركة غير طبيعي، ناجم عن هجوم إلكتروني تعرض له.
وفي خضم حالة الفوضى التي تسبب بها قرار فصل سام ألتمان عن رئاسة شركة OpenAI ومن ثم عودته إليها، تعرض “شات جي بي تي” في 22 تشرين الثاني 2023 لانقطاع جزئي أدى إلى عدم تمكن قرابة 10 بالمئة من مستخدميه من الوصول إلى بعض الخدمات التي يوفرها، ليعود ويتعرض في 14 كانون الاول 2023 إلى عطل أدى إلى خروجه عن العمل لمدة 40 دقيقة.
وبعيداً عن الأعطال الناتجة عن خروج البرنامج عن الخدمة، يعاني “تشات جي بي تي” أيضاً من عطل غير مألوف في عالم التكنولوجيا، وهو “الكسل”، حيث اشتكى بعض المستخدمين من أن “شات جي بي تي” أصبح أكثر كسلاً، ويرفض القيام ببعض المهام، كما أنه يقدم نتائج وأجوبة مبسطة لبعض الأسئلة، وهذه المشكلة أقرت بها شركة OpenAI مع إشارتها إلى أنها تعمل على إصلاح الوضع الناتج عن سلوك غير مقصود.
كيف يمكن لبرنامج ذكي أن يصاب بالكسل؟
ويقول خبير التحول الرقمي رودي شوشاني، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن عوارض الكسل بدأت بالظهور على “تشات جي بي تي” منذ أيام قليلة، ومع ارتفاع وتيرة الشكاوى من هذه المشكلة اعترفت OpenAI بحقيقة ما يحدث، وذلك كون برنامجها مبني على قواعد، تسمح بأن يكون سلوكه غير متوقع.
وأشار إلى أن “تشات جي بي تي” برنامجٌ ذكي، ونظراً لاحتوائه على كمية من البيانات الهائلة، تمكن من ابتكار حلول خاصة به، تتيح له الإجابة بطرق سهلة ومختصرة، فمثلاً عمد البرنامج وعند طرح بعض الأسئلة عليه، الى تقديم روابط، طالباً من المستخدمين زيارتها، للحصول على إجابة لأسئلتهم، وهذا الأمر مخالف لطبيعة عمل “تشات جي بي تي”.
ويشرح شوشاني أن “تشات جي بي تي” هو برنامج يعمل عبر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو دائماً في طور التعلم والتمرن، وفي كل مرة يكلفه أحد الأشخاص بمهمة ما، فإنه يتعلم منها ومع كثرة الداتا التي بات يمتلكها والتمرين الذي خضع له، قد يكون تعلم أن يختصر الأمور على نفسه، من خلال تقديم إجابات قصيرة، جعلته كسولاً بنظر المستخدمين، لافتاً إلى أن OpenAI ستعمل على حلّ هذه المشكلة التي تشبه إلى حد بعيد، مشكلة “الخرف” أو “الهلوسة” التي عانى منها التطبيق، في وقت سابق من هذا العام
عندما بدأ بتحليل البيانات الموجودة لديه، بطريقة يراها أنها صحيحة، في حين أن الحقيقة كانت غير ذلك، وهو ما جعله يخترع أحداثاً لم يشهدها العالم.
من جهته يقول رامي الدماطي وهو ريادي أعمال مختص في مجال الذكاء الاصطناعي، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن برنامج ChatGPT بات يمتلك أكثر من 100 مليون مستخدم نشط أسبوعياً، وهذا ما يفسر الضجة التي تحصل في كل مرة يتوقف فيها عن العمل.
وأوضح أن هذا الرقم يدل أيضاً على مدى مساهمة ChatGPT في تسيير أعمال الكثير من الأشخاص، الذين باتوا يستخدمون البرنامج بشكل يومي، إذ لا يمكن إبعاد الأحداث الفوضوية التي عاشتها إدارة OpenAI في الآونة الأخيرة، مع طرد مؤسسها وعودته السريعة عن مشهد الأعطال المتلاحقة، التي باتت تصيب البرنامج، وهو الأمر الذي يعزز التحذيرات من عدم وجود شفافية في طريقة عمل OpenAI وإدارتها لـ “تشات جي بي تي”، بحسب تعبيره.
المصدر : سكاي نيوز