هكذا يؤثر الذكاء الاصطناعي على الانتخابات!
بينما تستعد عدة دول لتنظيم انتخابات حاسمة، خلال العام الجاري، يسود تخوف من التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي، عن طريق الحملات المضللة المدعومة بتقنيات تحوير متقدمة.
وإذا كانت حملات التضليل السابقة، على وسائل التواصل الاجتماعي، تعتمد نشر أخبار كاذبة ومضللة فقط، فإن “الذكاء الاصطناعي يعطيها الآن دفعا جديدا” وفق المختص الأميركي في تكنولوجيا الاتصالات، علي بريلاند.
بريلاند المهتم بالبحث في مجال المعلومات المضللة على الإنترنت، قال في حديث لموقع الحرة، إن الذكاء الاصطناعي لا يشكل خطرا على سيرورة أو نزاهة الانتخابات فقط، بل قد يؤدي إلى تأجيج النزاعات في البلدان قبل وأثناء وبعد الانتخابات.
وشدد الباحث على أن تأثير الذكاء الاصطناعي “يتضاعف خلال مرحلة الاستشارات الانتخابية لحساسية تلك الفترة الزمنية”.
وخلال العام 2024 “الحاسم بالنسبة للديمقراطية” وفق تعبير وكالة فرانس برس، تجري انتخابات في 60 دولة بينها، الولايات المتحدة، روسيا، والهند، وجنوب أفريقيا والجزائر وتونس.
وكانت الانتخابات الرئاسية في تايوان أول اختبار لإنجاح الانتخابات رغم عاصفة من المعلومات المضللة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
وانتخب التايوانيون، لاي تشينغ تي، رئيسا، الأسبوع الماضي، رغم حملة المعلومات المضللة الواسعة ضدّه، والتي يشير خبراء بإصبع الاتهام فيها إلى الصين، وفق فرانس برس.
وتعتبر بكين، لاي، “انفصاليا خطيرا” بسبب تأكيده المتكرر على استقلال تايوان.
ذات الوكالة قالت إن منصة تيك توك، مثلا، غصت بنظريات المؤامرة والعبارات المسيئة للزعيم السياسي، في الفترة التي سبقت الانتخابات.
وعثر فريق تقصي الحقائق في فرانس برس على عدة تسجيلات مصوّرة مضللة كان مصدرها “دوين”، النسخة الصينية من التطبيق.
“قلب للموازين”
يقول الخبير في تكنولوجيات الاتصال، يونس قرار، إن الذكاء الاصطناعي أثبت أنه قادر على قلب موازين أي عملية انتخابية، من خلال تأثيره المعتمد على طرق مبتكرة في تركيب الفيديوهات وإعطاء صبغة أقرب للحقيقة لأي مقطع يهدف لتوجيه الرأي العام، أو تضليله.
وفي اتصال مع موقع الحرة، لفت قرار إلى أن التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي يمكن أن يمس بنزاهة الانتخابات في هذا البلد أو ذاك، إذ يكسر قاعدة تكافؤ الفرص، ويعطي الانطباع بأن هذا المرشح كان في هذا المكان وصرح بهذا الحديث “بينما يمكن أن يكون كل شيء ملفقا”.
وأشار هذا الخبير إلى أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على “فبركة الواقع” وفق تعبيره، وذلك من شأنه أن يؤثر سلبا على أي عملية انتخابية.
ويتفق بريلاند مع قرار، في كون الذكاء الاصطناعي يُحوّر حديث أي سياسي بطريقة تجعل حظوظه في إقناع الناخبين مرهونة بما يُنشر له.
يقول :”إذا نُشِر لك فيديو مفبرك وأنت مخمور مثلا، وفي وضعية غير سليمة، فلا تنتظر أن تكسب خصمك في الانتخابات”.
ولفت بريلاند بالخصوص إلى تقنيات تغيير ملامح الوجه والصوت وتعبيرات الجسد، وهي جميعها طرق أضحت متاحة على أكثر من موقع يقدم خدمات الذكاء الاصطناعي.
المصدر : الحرة