العطل التقني الذي ضرب العالم.. كيف نتجنب الأسوأ؟

علوم وتكنولوجيا يوليو 20, 2024

عاش العالم أزمة قاسية مع العطل التقني الذي شل حركة قطاعات كبيرة، ومع بداية التعافي وعودة العمل في مطارات، وخدمات شركات مالية كبرى، وشركات طيران، واتصالات، وبورصات في عدّة بلدان حول العالم، بدأت تتعالى حدة المخاوف من مخاطر الأمن السيبراني، والتساؤلات حول كيفية تفادي سيناريو أسوأ في المستقبل.

وتسبب تحديث برمجي من شركة الأمن السيبراني العالمية CrowdStrike، وهي إحدى كبرى الشركات في القطاع، في إحداث مشكلات في الأنظمة أدت إلى تعطل رحلات جوية واضطرار هيئات إعلامية إلى قطع البث ومنع المستخدمين من الوصول إلى خدمات مثل الرعاية الصحية أو الخدمات المصرفية.

وتعطلت حواسيب Windows بسبب الخطأ التقني مما أدى لظهور شاشة الموت الزرقاء BSOD على شاشاتها.

إلى ذلك، ركز محمد الحارثي، خبير تكنولوجيا المعلومات والرئيس التنفيذي لشركة Semicolon للحلول الرقمية، على أن العطل التقني، يعكس اعتماد قطاع كبير من شركات الأعمال والمؤسسات الحكومية على شركة واحدة، وهي مايكروسوفت، سواء على مستوى أنظمة تشغيل حواسيبها أو الخدمات السحابية، مما يعرض سير الحياة الرقمية للعالم لخطر التوقف.

ويرى الحارثي، بحسب تصريحاته لـ”الشرق”، أنه من الضروري إفساح المجال أمام خروج بدائل تقنية متنوعة لأنظمة التشغيل، والخدمات السحابية، مع إرساء قواعد وأسس تقنية موحدة تسمح بتوافق أنظمة التشغيل المختلفة للعمل معاً بشكل طبيعي، وبالتالي يمكن لقطاع الأعمال والمؤسسات تنويه أنظمة التشغيل التي تستخدمها داخلياً، مما يمنحها خطة بديلة في حال تعرض أحد الأنظمة لخلل يوقفه عن العمل.

ورجح خبير تكنولوجيا المعلومات أن العطل التقني العالمي لا بد أن يغير شكل السوق خلال الفترة المقبلة، حيث يتوجب على قطاعات التكنولوجيا داخل المؤسسات، والشركات وضع استراتيجيات للخروج من الأزمات، والكوارث Emergency Strategy، والتي تمكن من تحديد إجراءات تساعدهم على العودة بأنظمتهم الرقمية للعمل بشكل طبيعي بعد الحالات الطارئة مثل التعرض لخلل تقني مدمر.

ودعا المؤسسات والشركات، إلى ضرورة دراسة مدى جدوى إمكانية جعل جزء من أنظمتهم الرقمية، وحواسيبهم تعمل محلياً دون الاتصال بالإنترنت، أو بخوادم سحابية، بحيث تعتمد بشكل كامل على خوادم داخلية لتلك المؤسسات، فلا تحتاج للاتصال بجهات خارجية رقمياً، للتحديث والتطوير.

:شارك الخبر