كيف تكتشف الصور المزيفة التي ينشئها الذكاء الاصطناعي؟

علوم وتكنولوجيا أغسطس 30, 2024

تثبت مقولة “العين مرآة الروح” صحتها في سياق حديث حول قدرة العين على كشف الصور المزيفة التي ينشئها الذكاء الاصطناعي، وفقًا لدراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة هال في المملكة المتحدة.

هذه الدراسة تكشف عن طريقة مبتكرة لمحاربة التزييف العميق عبر تحليل تفاصيل دقيقة في عيون الأشخاص.

وبدأت الفكرة عندما كان كيفن بيمبلت، أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة هال، يدرس الصور التي أنشأتها أدوات الذكاء الاصطناعي مثل Midjourney و Stable Diffusion.

ولاحظ أن انعكاسات الضوء في عيون الأشخاص في هذه الصور تحتوي على دلائل تشير إلى زيفها.

واستند بيمبلت إلى تقنيات مستعارة من علم الفلك لتحليل انعكاسات الضوء في العيون، ووجد أن هذه التقنية فعالة في التمييز بين الوجوه الحقيقية والوجوه المزيفة التي أنشأتها أدوات الذكاء الاصطناعي.

التزييف العميق يعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتوليد صور واقعية ولكنها مزيفة، ويكمن تحدي الكشف عن هذه الصور في معرفة كيفية تقليد انعكاسات الضوء بدقة.

ولتأكيد هذه الفرضية، تعاون بيمبلت مع أديجوموكي أوولابي، طالبة الماجستير في الجامعة، لتطوير برنامج يقوم بمسح سريع لعيون الأشخاص في الصور وتحليل انعكاسات الضوء.

استخدم الباحثان مجموعة ضخمة من الصور الحقيقية، تصل إلى 70 ألف صورة من موقع Flickr، وصور مزيفة أنشأها موقع This Person Does Not Exist.

استخدم الباحثان نظام “معلمات CAS” و”مؤشر جيني” لتحليل الصور. نظام “معلمات CAS” هو تقنية رياضية كانت تستخدم في علم الفلك لدراسة المجرات، بينما “مؤشر جيني” هو مقياس إحصائي لعدم المساواة طوره الإيطالي كورادو جيني.

كلا النظامين كانا فعالين في تحديد التباين في انعكاسات الضوء بين الصور الحقيقية والمزيفة.

وأظهرت النتائج أن الصور الحقيقية تحتوي على تناسق دقيق في انعكاسات الضوء على العينين، وهو شيء يصعب على الذكاء الاصطناعي تقليده بدقة.

وقد تمكنت الباحثة أوولابي من اكتشاف الصور المزيفة بدقة تصل إلى 70%.

تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة في مكافحة التزييف العميق، حيث تقدم نهجًا إضافيًا يمكن دمجه مع تقنيات تحليل أخرى لزيادة دقة الكشف.

دان ميلر، عالم النفس في جامعة جيمس كوك في أستراليا، أكد أن هذه التقنيات قد تسهم بشكل كبير في تطوير برامج الكشف عن التزييف العميق، خاصة مع تطور دقة التقنيات المستخدمة.

تطرح الدراسة تساؤلات حول إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى، مثل الفيزياء الفلكية.

أشار بيمبلت إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يكون أداة قوية في هذا المجال، حيث تم استخدامه بالفعل لمحاولة إعادة بناء صور المجرات من بيانات تلسكوبات فضائية ضعيفة الجودة.

هذا يفتح المجال لاستكشاف المزيد من الأنماط الجديدة في الكون ويساعد في فهم أعمق لتكوينه وتطوره.

:شارك الخبر