أميركا تزّود إسرائيل بقنابلٍ خارقة..ونقاشات أمنية خطيرة حول لبنان
كتب سامي خليفة في المدن:
وسط التحليلات والتأويلات المرتبطة بنية حزب الله تصعيد جبهة الجنوب لحدودها القصوى، تسارع الولايات المتحدة لإمداد إسرائيل بالذخائر بجميع أنواعها، وخصوصاً القنابل الذكية وأنظمة القبة الحديدية الاعتراضية، لتجنب الاضطرار إلى إقامة جسر جوي طارئ في حالة اندلاع حربٍ واسعة مع الحزب في لبنان.
أبواب الجحيم
هذه المعلومات تطرق إليها موقع “مونيتور” الأميركي، الذي كشف عن استعداد الولايات المتحدة لتزويد إسرائيل بقنابل خارقة للتحصينات من النوع الأكثر تقدماً. وقد تحدث مصدر أمني إسرائيلي رفيع للموقع، معلقاً على هذه التطورات العسكرية بالقول “سيسمح هذا لإسرائيل بالوصول حتى إلى أعمق المخابئ، وهذا ما يجب أن يعرفه كل من قيادة حماس في غزة وأمين عام حزب الله في بيروت”.
أضاف “في ما يتعلق بصورة إسرائيل وقدرتها على الردع على المدى المتوسط والطويل، فهذه عملية مدمرة. ولهذا السبب، يجب على إسرائيل أن تخرج من الحملة الحالية على غزة بانتصارٍ واضح، أو بالضربة القاضية إنّ أمكن. وأي نتيجة أخرى، كالتعادل الذي انتهت به الجولات السابقة من القتال، من شأنها أن تمهد للمزيد من إراقة الدماء”.
أما بخصوص إمكانية قيام حزب الله بهجومٍ مماثل لـ”طوفان الأقصى” في الشمال، فقال المصدر الأمني “إذا حدث ذلك فستُفتح أبواب الجحيم للجميع. يجب ألاّ نصل إلى هذا الوضع”.
نقاشات خطيرة
ويكشف الموقع الأميركي عن إجراء أعضاء مجلس الوزراء الأمني والديبلوماسي، التابع لحكومة الحرب الإسرائيلية المشكّلة حديثاً، والذي يضم نتنياهو ومساعده المقرب ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وثلاثة وزراء، إضافةً إلى الجنرالان المتقاعدان بيني غانتس وغادي آيزنكوت، ونواب المعارضة، ووزير الدفاع يوآف غالانت مناقشاتٍ عميقة حول نوايا نصرالله بتوسيع الحرب، بحيث عبّر عدد غير قليل من أعضاء المجلس عن رغبتهم بأن تتوسع الحرب ضد حماس لتشمل حزب الله في الشمال.
وفي هذا الصدد، قال أحد أعضاء المجلس الذي فضّل الموقع الأميركي عدم الكشف عن هويته “إذا كنا بالفعل سنمكث في الملاجئ لأسابيع أو حتى أشهر، وإذا كنا قد دفعنا بالفعل ثمناً باهظاً من الدماء على الجبهة الداخلية، فيجب علينا استغلال الفرصة واستعادة قوة الردع لدينا في مواجهة نصرالله”.
وتابع “صحيح أن إسرائيل لا تستطيع تدمير حزب الله كما تنوي أن تفعل مع حماس، ولكن من المؤكد أنه من الممكن إعادة تحديد قواعد اللعبة وتجديد الردع الإسرائيلي الذي تحقق بعد تدمير ضاحية بيروت الجنوبية في حرب تموز عام 2006”.
نوايا خفية
رغم ذلك، يعود الموقع ليؤكد بأن هذه التصريحات تعكس رأي الأقلية وحسب. إذ يفضل كافة كبار صنّاع القرار في إسرائيل تقريباً تركيز الجهود على التعامل مع حماس في الجنوب وإبقاء استفزازات حزب الله المستمرة في مرتبة متأخرة. وكإجراءٍ احترازي، قام الجيش الإسرائيلي بحشد عدة فرق قتالية في الشمال، بما في ذلك جزء كبير من مدرعاته، والتي هناك حاجة أقل لها في المنطقة الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية في غزة.
وعطفاً على التقييمات الإسرائيلية المرتبطة بنوايا نصرالله، شرح مصدر كبير في الاستخبارات الإسرائيلية الوضع الحالي لموقع “مونيتور”، بقوله “تقييمنا الحالي هو أن نصرالله يريد مضايقتنا واستفزازنا وإيذاءنا، لكنه لا يريد الدخول في حربٍ شاملة. لكن يجب ألاّ ننسى أن تقييماتنا لم تكن دقيقة تماماً في الآونة الأخيرة. وكما اعتقدنا أن حماس تم ردعها وكانت تسعى إلى تحسين الوضع الاقتصادي لغزة وحسب، فقد يكون هناك أيضاً شيء يتعلق بحزب الله وإيران لم نحدده بعد”.
الحرب الشاملة والأوامر الإيرانية
إلى ذلك، أجرت صحيفة “إسرائيل هيوم” مقابلةً مع رئيس الموساد السابق يوسي كوهين، حول حرب غزة وانعكاساتها على الدولة العبرية. وخلال المقابلة، تحدث كوهين عن نوايا حزب الله شارحاً إياها بقوله “أنا أنصح بعدم تخمين نوايا حزب الله. لن تكون هناك المزيد من المفاجآت لأننا جميعاً في حالة تأهب واستعدادٍ تام. علينا أن نكون مستعدين لمواجهةٍ شاملة مع حزب الله، خصوصاً أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي شدد غير مرة على قدرة الحرب على جبهتين. لا أعتقد أن مفاجأة 7 تشرين الأول تعكس الصورة الحقيقية لقدرتنا العسكرية التنظيمية، وبالتالي أقول إننا نستطيع أيضاً مواجهة حزب الله. سنبدأ الحرب بتفوق في كلا الجبهتين من حيث حجم القوة العسكرية والتكنولوجيا. لا يعني ذلك أن الحملة ستكون سهلة على جنودنا أو على الجبهة الداخلية، ولكننا قادرون على التعامل معها”.
وحول ما إذا كانت إيران تريد فعلاً دفع حزب الله نحو حربٍ أوسع، أردف كوهين قائلاً “لا أجرؤ على الإدلاء بتصريحٍ مطلق بأن إيران ستنشّط حزب الله أو ستمنعه من العمل. أعتقدُ أن حزب الله يستطيع أن يتصرف بشكلٍ مستقل، وليس لديّ شك بأن هناك تنسيقاً بينهما، لكنني مع ذلك لستُ متأكداً من أن حزب الله سيتحرك وفقاً لأوامر الإيرانيين. حتى لو قرر حزب الله عدم الإصغاء للقرار الإيراني، فلا أعتقد أن إيران ستعارض هذا الأمر. أنا مقتنع بأن إيران سعيدة بما حدث يوم 7 تشرين أول، ولن تتردد في مواصلة دعم الحزب وحماس معاً”.
ضغوط أميركية لتجنب الحرب مع لبنان
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية نقلت عن مسؤولين من الولايات المتحدة وإسرائيل على علمٍ بما دار في الاجتماعات الحساسة، أن الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار مساعديه يحثون تل أبيب على عدم تنفيذ أي ضربة كبيرة ضد حزب الله، حتى لا تجره إلى الحرب.
وحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة الأميركية، تشعر واشنطن بالقلق من أن يضغط أعضاء “اليمين المتطرف” في التحالف الحكومي على إسرائيل، لاتخاذ إجراءاتٍ على جبهتها الشمالية بعد تكرار عمليات إطلاق الصواريخ ومحاولات التسلل عبر الحدود، والتي تسببت بالفعل بخسائر بالأرواح في صفوف الجنود الإسرائيليين.